هو لوح حجري من قصر آشور بانيبال وجدت مسلة صيد الاسود في قصر آشور بانيبال في شمال العراق (نينوى)، و يعود عمرها الى مابين 645-635 قبل الميلاد. ونُحتت من كتلة من حجر البازلت الصلب الاسود اللون، ولها سطح حبيبي الملمس وارتفاعها 80سم.
تتمثل المسلة من عنصرين الاول يتكون من أربعة رجال يظهرون بصورة متميزة في عملية صيد الاسود، تبدو عليهم سمات القوة والشجاعة، اما الثاني فيتمثل باسدين اُبرز في جسدهما التفاصيل العضلية بوضوح، وقد انهار احدهما بسب السهام التي اخترقت جسمه اما الثاني مازال يصارع آلامه محاولاً التصدي لصياديه.
تسجل لنا المسلة الطريقة التي يتبعها السومريين خلال عملية صيد الاسود والتي تميزت هنا باصدار ضجيج من آلات يحملها رجلين في سبيل ارباك الاسدين اكثر لاخافتهما او لتوجيهما باتجاه عربة يقودها رجلان احدهما رامي سهام وتجرها ثلاثة خيول (نرى خلاف واضح بين عدد ارجل الخيول بالمقارنة مع رؤوس الخيول الثلاثة).
يتميز الرجال بشعر راس وذقن طويلان، ولكل رجل رداء اشبه بالتنورة الفضفاضة رُبطت وسط الجسم. كما نرى ان المشاة يرتدون خوذ تبدو انها معدنية الصنع لحمايتهما اكثر اثناء عملية الصيد.
حركة الخيول السريعة هي دلالة على قوة صناعة العربة، كما ان العجلات وكبر حجمها دلالة على الخبرة في صناعتها ووتركيبها بالعربة، وهذا يعني هنالك قواعد هندسية نابعة بالتاكيد عن تجارب اثبتت الجودة التي جعلت من الصياد الانطلاق بهذه السرعة.
المسلة هنا هي دلالة واضحة على تكاثر الاسود في السهول السومرية، فاصبحت تشكل خطراً على حياة الانسان وممتلكاته. كما ذكر الاسود ايضا والخطر الذي كان يعاني منه الانسان السومري انذاك في ملحمة كلكامش حيث يقول احد الرعاة السومريين :
اخذ سلاحه وانطلق يُطارد الاسود، ليريح الرعاة في المساء، فاستطاع الرعاة ان يهجعوا في الليل مطمئنين، صار انكيدو حارسهم وناصرهم، انه الرجل القوي والبطل الاوحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق