من لم يسمع عن 'خُط الصعيد'؟ بالرغم من أن العديد من الخارجين عن القانون تقنعوا باسم خط الصعيد، إلا أن محمد منصور يظل هو خط الصعيد الأصلى الذى تم اتهامه بقتل 600 شخص وسرقة 200 محل والسطو على ثلاثة قطارات.
محمد منصور صاحب لقب الخُط الأصلى، من أشهر السفاحين فى تاريخ مصر، من مواليد قرية 'درنكة' بأسيوط، ولد عام 1907 وبدأ طريقة الإجرامى فى عام 1914 حين هرب إلى الجبل، بعد معركة قتل فيها الخط شقيق شيخ البلد واجتمع حوله المطاريد والخارجين على القانون لتبدأ أسطورة خُط الصعيد.
تميّز الخط بوسامة خاصة، فكان أزرق العينين، ذا بشرة شقراء، سريع البديهة، شديد الذكاء، حاد المزاج، لم يتلق أى نوع من التعليم ولا أحد يعرف شيئاً عن والده، إذ نشأ فى كنف أمه 'فضة' فى حين تقول مصادر أخرى إن أسماء أشقائه هى الوردانى، وتوفيق، ورمضان، ومسعد.
أصبح لـ 'الخط' عصابة، معظم أفرادها من الهاربين من العدالة، حيث التفوا حوله لتنفيذ المهمات الإجرامية، التى توكل إليهم وكان 'الخط' يعوض خسائر 'القوى البشرية' التى يفقدها فى عملياته المشبوهة، بأعضاء جدد كل يوم من مطاريد الجبل.
وبدأت العصابة فى فرض سطوتها وممارسة أعمال السرقة والقتل، كما تاجروا فى المخدرات والسلاح، حيث نشر محمد منصور الرعب فى قلوب الناس فى المنطقة والمناطق المجاورة، حتى جاءت نهاية الُخط فى عام 1942 بعد قتل ما يقرب من 600 شخص وسرقة 200 محل والسطو على ثلاثة قطارات.
وفى إحدى العمليات الإجرامية، والتى تضاربت الأقاويل بأنه تم إطلاق الرصاص عليه من قبل أفراد الشرطة، بعد أن تربصوا له حين طلب فدية من أهل طفل قام هو وعصابته بخطفه.
فدبر له أفراد الشرطة كمينا وطالبوا أهل الطفل باستدراجه حتى يتمكنوا من الإمساك به، وفى حضور عدد من المصورين والصحفيين كان من بينهم محمد حسنين هيكل، حيث ﻛﺎن اﻟصحفى اﻟﻮﺣيد اﻟﺬى راﻓﻖ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺸﺮطﺔ التى داهمت اﻟﺠﺒﻞ، وﻗﺪ أﺟﺮى ﺣﻮارا ﻣﻊ واﻟﺪة 'اﻟﺨُﻂ' وزوجته، وﻋُﺪ ذﻟﻚ اﻧﻔﺮادا فى ﺗﻠﻚ اﻷيام، ، وشهد آلاف البشر زفة الخُط إلى مثواه الأخير .