كانت البريطانية سونيا بوت أو "العميلة بلانش" تبلغ من العمر 19 عاماً فقط عندما ذهبت إلى فرنسا لتتجسس لصالح بلادها وتنفذ عمليات ضد النازيين كنسف الجسور ونصب الكمائن.
كشفت صحيفة الـ "تليغراف" البريطانية عن أصغر عميلة في التاريخ البريطاني التي روى قصتها الأشبه بالأفلام الخيالية، الكاتب روبين ووكر في إصداره الجديد: "النساء اللواتي تجسسن لصالح بريطانيا". كانت سونيا بوت - المعروفة باسم العميلة بلانش، تبلغ من العمر 19 عاماً فقط عندما نزلت بالمظلة في شمال فرنسا لتكون بمثابة جاسوسة وسيطة بين قوات الحلفاء والمقاومة الفرنسية قبل يوم النصر.
نصب كمائن:
ولدت سونيا في ايستشرش في مقاطعة كينت، في أيار (مايو) 1924 لكنها قضت طفولتها في فرنسا حيث تعلمت لغة البلاد. خلال عملها في العمليات الخاصة، التقت العميلة بلانش بزميلها الجاسوس غي دارتواز الذي أصبح زوجها في ما بعد. وعملت على استخلاص المعلومات من الجنود الألمان وتجنيد وتدريب العناصر المقاومة سراً. على الرغم من صغر سنها، كانت سونيا متخصصة في المتفجرات وغالباً ما كانت تنفذ العمليات بنفسها، كتفجير الجسور ونصب الكمائن في طريق القوافل الألمانية.
تهديد بالإعدام :
وفي إحدى المراحل، ألقي القبض على بلانش من قبل الألمان، وكانت مهددة بالإعدام من قبل "الغيستابو" أو البوليس السري الألماني، لكنها تمكنت من الخروج من المأزق كالشعرة من العجين بفضل حنكتها وذكائها. في الوقت نفسه، كان زوجها على بعد عدة مئات من الأميال، يقود وحدة من 600 مقاتل فرنسي، مهمتها تدمير الجسور الاستراتيجية وخطوط السكك الحديدية ومهاجمة مواقع العدو. بعد تحرير باريس في آب عام 1944، عادت العميلة بلانش واجتمعت مع زوجها. لكنها واجهت مأزقاً آخر بعد أن ألقي القبض عليها من قبل الجنود الفرنسين الذين رأوا أنها مقربة من الألمان، لكن لحسن الحظ تدخل أنصارها وأوضحوا للجيش أنها كانت جاسوسة وتعمل لصالحهم. اليوم تبلغ سونيا من العمر 89 عاماً، وهي أرملة تعيش في كندا. وأصبحت الآن البطلة في القصة التي يرويها روبين ووكر في كتابه الجديد: "النساء اللواتي تجسسن لصالح بريطانيا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق