مع كل هبة نسيم وكلما تمردت العواصف الهوجاء على أرض البادية الاردنية تنساب حبات الرمال من عل باتجاه الجرف الهاوي لتعطي شلالات من نوع جديد إنها شلالات من رمال في مشهد أخاذ وفريد ونادر عز مثيلة محليا وعالميا حتى أصبح لوحة جميلة خالدة. ففي المنطقة الواقعة على الحدود الأردنية – السعودية و بالقرب من الطريق الواصل بين العمري وباير غطت الرمال بطبقاتها السميكة وسوافيها الملونة وكثبانها الأنيقة مساحات شاسعة من ارض البادية جاءت محمولة مع الرياح الشرقية الجنوبية القادمة من أكبر صحراء في العالم, إنها صحراء النفوذ الكبرى التي أرهبت كل الإمبراطوريات الفارسية واليونانية والرومانية من التوغل فيها وانحسر نفوذهم عند تخومها.
وهذه الرياح المحملة بالرمال تراكمت وعبر الآلاف السنين (قدر عمرها بحوالي بستة الاف عام) رسبت في المنطقة حبات الرمال الأرجوانية والذهبية والبيضاء.
إن مثل هذه الشلالات الرملية تعتبر تراثا طبيعيا سياحيا لا بد من المحافظة علية من العبث والدمار بسبب النشاط الإنساني والعمراني وذلك بإنشاء المحميات الطبيعية الخاصة حولها والبدء بتأهيلها لإغراض السياحة الطبيعية البيئية وخصوصا مع اقتراب فصل الربيع حيث يمكن تنظيم رحلات لمشاهدة روائع الطبيعة في المنطقة بحيث تكون الشلالات الرملية إحدى المحطات والمقاصد السياحية الرئيسية ضمن مسار سياحة البادية البيئية الأردنية ليرى الأردنيون ما يقدم هبوب البادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق