لا شك أن يوري جيلر هو من أكثر مناصري قوى النفس الخارقة شهرة في
العالم اليوم. وخلافاً للشخصيات الماضية التي ادعت امتلاك المواهب الغامضة ، كان
على جيلر إثبات قدراته أمام وسائل الإعلام والجمهور الحذق. لكن العديد من المتشككين
مرتابين في مزاعمه ويعتقدون أنه ليس أكثر من مشعوذ بسيط وذلك على الرغم من أن
الثقافة الشعبية في جميع أنحاء العالم لا تزال تذكره بدرجة من الاحترام والرهبة ،
حتى أن العلماء بدأوا يتساءلون حول ما إذا كان قد تغلغل في قوى طبيعة لا يمكن
تفسيرها.
يوري جيلر : ظاهرة أم محتال
؟
عرف العالم بأسره يوري جيلر لأول مرة في عام 1970 عندما وصل هذا
الشاب الإسرائيلي إلى أوروبا. وقد ولد يوري جيلر في 20 ديسمبر 1946 من أب مجري وأم
نمساوية وكانوا قد هاجروا إلى فلسطين المحتلة ، وأصبح بالفعل أحد المشاهير في هناك
لعرضه قدرات غير عادية ، كما حقق انتصارات مذهلة في التخاطر Telepathy و تحريك
الأشياء بقوة العقل Psychokinesis أمام مجموعة صغيرة من الجماهير في عدد من المدن
مما خلب لب السكان هناك. ويدعي يوري جيلر بأنه قد حصل على هذه القدرات فقط بعد
لقاءه مع كرة غامضة من الضوء لما كان في الرابعة من عمره واكتشف خلال سنوات طفولته
القدرة على ثني السكاكين مع الحد الأدنى من الاتصال بها ، بالرغم من أنه لم يقم
بعرض قدراته إلا بعد أن قضى فترة من الخدمة في الجيش الإسرائيلي ثم عمل كعارض أزياء
حيث قرر أن يعرض قدراته.
وفي عام 1972 غادر يوري جيلر إسرائيل ليحقق شهرة سريعة من خلال ظهور له في برنامج
تلفزيوني في بريطانيا ، واستمر في عرض قدرات أخرى في جميع أنحاء أوروبا ، وتمكن في
ألمانيا من إيقاف سيارة وسلم متحرك عن العمل فقط باستخدام قوة العقل . ونمت شهرته
على نطاق واسع إلى أن وجهت له الدعوة لزيارة الولايات المتحدة بهدف عرض قدراته
هناك.
- كانت الكثير من الأوساط العلمية
الأمريكية متشوقة لمشاهدة هذه الظاهرة البشرية ، وتعرض يوري جيلر لجميع أنواع
التجارب في العديد من المؤسسات الرائدة في البلاد. وكان الدكتور فيرنر فون براون
أحد الرجال البارزين الذين التقى معهم ، وهو العقل المدبر لبرنامج الصواريخ التابع
لوكالة ناسا للفضاء والذي يطلق عليه اسم (أبو عصر الفضاء) على نطاق واسع. وكان فون
براون أحد الأوائل الذين اختبروا آثار تجربة يوري جيلر عن قرب عندما تمكن الزائر
الشاب يوري جيلر من ثني خاتم زواج الباحث العجوز فون براون بدون أي اتصال مادي معه
وعند إخضاعه للفحوص المخبرية في معهد بحوث ستانفورد ، كان يوري جيلر قادراً على
تحقيق مستويات عالية من المواهب التنبؤية وتمكن من تغيير قياسات الوزن باستخدام
التحكم عن طريق العقل فقط. وفي كلية بيركبك في لندن تسبب في إثارة قراءات عداد
جايجر وتكوين تشكيلات كريستالية مادية.
-
وكان أكثر عرض قدمه إثارة للإعجاب هو في قاعدة الأسلحة البحرية الأمريكية ذات
المستوى العالي من التأمين في سيلفر سبرينجز بولاية ماريلاند. وهنا استخدم يوري
جيلر مواهبه العقلية في السيطرة ليقوم بتغيير جذري لهيكل معدن تم إنشاؤه حديثاً
يسمى (ننتول). وعلى الرغم من ذلك ، فهو مشهور أكثر بثني الملاعق ووقف عقارب الساعة
، وقد ادعى يوري جيلر أنه كان وراء تعطل ساعة (بيج بن) لثلاثة مرات في عام
1990.
شهرة واسعة :
الواقع أن نجومية يوري جيلر
تفوقت على أهميته للمجتمع العلمي. حيث ظهر على أغلفة معظم المجلات والصحف الدولية
الكبرى ، كما ظهر في البرامج التلفزيونية والإذاعية في جميع أنحاء العالم ، حتى أنه
تم إنتاج فيلم يسمى (المُثني بالعقل) (Mindbender ) والذي يصور قصة حياته ، وهناك
أكثر من 15 كتاب كتبوا عنه ، وشارك في عدد لا يحصى مما هو أكثر من ذلك. وعلى كل حال
، هو الآن أحد المشاهير في جميع أنحاء العالم.
- ويبدو أن يوري جيلر نفسه قد أعجبته شهرته حيث كان يعتبر
المشاهير مثل ملك البوب الراحل مايكل جاكسون و ديفيد بلين من بين أصدقائه المقربين.
وقد حصل على أدوار كبيرة في العديد من الأفلام والبرامج ، وكان أحد المتنافس عليهم
في النسخة البريطانية من برنامج تلفزيون (الواقع) "أنا من المشاهير - أخرجني من
هنا". وقد تشعب لينتج أعمال فنية ، حتى أنه قام بتسجيل مجموعة مختارة من الأغاني.
وفي السنوات الأخيرة نمت أعماله التجارية في سوق الاختراعات التكنولوجية كما اخترع
آلة يمكن أن تفرق بين الأوراق النقدية الحقيقية والمزيفة وكذلك الأمر مع الماس.
جيمس راندي يشكك بقدرات جيلر المزعومة:
يرى المتشككون بقدرات جيلر أنه :"يمكن للعديد من السحرة فعل ما يفعله
جيلر لكن يسمون أنفسهم سحرة أو مشعوذون أو متلاعبون بالعقل إن شئت، السحرة الجيدون
هم في الواقع مخادعون جيدون إلى درجة أنهم قادرون على خداع أكثر الناس ذكاء، حيث
يمكنهم إدهاش الناس بقدرتهم على ما يبدو ظاهرياً أنه تحريك للأغراض أو تعليقها في
الفراغ أو إظهار أغراض كانت مخفية أو قراءة الأفكار أو التكهن بالمستقبل أو تحديد
الرسائل الخفية أو الطلاسم وغيرها . ومن المفارقة الغريبة أنهم لا يدهشون الناس
مثلاً بمعرفة ورقة اليانصيب (لوتو) الرابحة أو في العثور على شفاء من مرض السرطان
!، فلماذا لا يستطيعون مثلاً تجاوز المطارات أو نقل أنفسهم ما داموا قادرين على نقل
الأشياء ؟ ولماذا يقومون بإصلاح سياراتهم لدى الميكانيكي في حالة تعطلها ؟ ولماذا
يضيعون وقتهم في تحريك سلك في زجاجة بدلاً من تحريك شلال من المياه لإخماد النيران
المشتعلة في الغابة ؟ والجواب عن هذه الأسئلة واضح وهو أن بعض الأعمال تتطلب إلهاء
للناس وتغطية لضمان نجاح اللعبة، لعبة الساحر الجيد الذي يستطيع إيهامنا فعلاً بأنه
خرق قوانين الفيزياء إلى درجة أن عالم فيزياء كبير لا يمكنه أحياناً حل لغز
الخدعة".
ويعتبر الأمريكي- الكندي جيمس راندي (مواليد عام 1928 ) الذي بدا حياته بممارسة
عروض ألعاب الخفة من المتشككين العلميين الحازمين والذين تحدوا الأشخاص الذين
يزعمون بأن لهم قدرات ما فوق حسية أو قدرات خارقة، وهو أنشأمؤسسة جيمس راندي
التعليمية ،كما رصد جائزة قدرها 1 مليون دولار لأول دليل على وجود قدرات خارقة أو
ما فوق حسية ، لا ينال هذه الجائزة إلا من تجاوز ظروف الإختبار للقدرات الخارقة
المزعومة ولم ينجح أحد في نيلها حتى الآن. ألف جيمس راندي كتاباً يحمل عنوان "حقيقة
يوري جيلر" يفضح فيه قدرات جيلر المزعومة، وقد وصل جيمس راندي إلى ثني شوكة بنفسه
دون إمتلاك قدرات جيلر كما هي مبينة في الصورة أعلاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق