الخميس، 20 فبراير 2014

قبيلة الطوارق


تختلف عادات الشعوب وتقاليدها من منطقة إلى أخرى ، ولكلّ شعب طريقته الخاصّة في العيش... ومن هذه الشعوب (الطّوارق).

"رجال الصحراء الزرق" اسمٌ يطلق على (الطوارق) وتعني الكلمة شعبا من الرّحّل والمستقرّين الأمازيغ يعيشون في الصحراء الكبرى خاصّة في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو. 
يتحدّثون اللغة (الأمازيغية) بلهجتها (الطوارقية) وهي لغةٌ مزيج من لغة الساحل الأفريقي.

يعيش (الطوارق) في خيام لكنّ جزءا كبيرا منهم يستقرّ في بيوت من الطين وتُصنع الخيام من أثواب خشنة تغزل من شعر الماعز وتشدُّ إلى ركائز (أوتاد) يتم تثبيتها بحبال تُزرَع في باطن الأرض ، لحمايتهم من حرارة جوّ الصّحراء.

ويحب شعب الطّوارق شرب الشاي، حتى أننا نلاحظ طاولة صغيرة لشرب الشاي تتوسَّط خيمتهم ، وطاولة أطول منها تُخصَّص للضّيوف وعابري السبيل، وهذه من عاداتهم.


و من عاداتهم إكرام الضيف فالمرأة الطارقية تهرع إلى الخارج وهي تحمل آنية فيها حليب الناقة للترحيب بالقادم سواء كان فردا من العائلة قد جاء بعد سفر أو ضيفا عابرَ سبيل.

يُعرَف الطوارق بتمسّكهم بتقاليدهم خصوصاً في اللّباس، إذ يتلثم (الرجال) غطاءً للوجه دائما عند تجوّلهم في الخارج، قد يكون هذا التقليد ناتجاً عن ظروف البيئة الصحراوية القاسية التي يعيشون فيها، ويسمَّى اللّثام بـ "تاكلموست" حيث أنه من العيب أن يظهر فم الرجل للآخرين.
ويبلغ طول اللثام  قرابة 20 مترا وله عدّة وظائف فهو يغطّي الرّأس ويحميه من حرارة الشمس ومن الرّمال كما أنه يكون كفناً للرجل عندما توافيه المَنِيّة في عرض الصحراء.
أمّا (نساء) الطوارق ، فهنّ لا يحجبن  وجوههنّ عكس الرجال كما يرتدي الرّجال و النساء قمصانا طويلةً تسمَّى (الغندورة) ويرتدي الرجال تحت هذه القمصان (سراويلَ واسعة) تصل إلى الكعب، كما يرتدي الطوارق  (صنادل) واسعة يطلق عليها اسمُ (النّعل) و هي مناسبة للسّير في الرمل، و يصنع الطوارق الصّنادل من قطع الجلْد و هذه الأحذية مناسبة للتّجوال في الصّحاري.


و معظم نساء قبائل الطوارق يتزوجن خمس او ست مرات ،و لا يرى في ذلك امرا غريبا ، و في بعض قبائل الطوارق تمضي المراة سنة زواجها الاولي في بيت امها( بيت الام ) يعني بيت الوالدين ،كي تجد الوقت الكافي لتجهيز خيمتها ، وتزينها ، وتحضير نفسيها في حياتها الزوجية في المستقبل بشكل مناسب ،و كل نساء الطوارق تقريبا يضعن الطفل الاول في منازل امهاتهن ، يتدخل الوالدين عادة بشؤون اول زواج لا بنتهما ، لكن ما ان تحصل الطوارقية علي طلاقها الاول حتي تصبح حرة في الزواج بمن ترغب دون إستشارة أحد .
اما المنطق الكامن وراء ذلك حسب قول عدد من الاباء والامهات فهو (ان الفتاة التي لم تعرف الرجال بشكل حميم لا يمكنها إختيار الزوج الاول ، لكن حالما تمر بتجربتها الاولي مع الرجل ، يمكنها العناية بشؤونها بصورة جيدة ) ويعتبر الزواج الاول لمعظم النساء ، هنا ضروريا فقط للتخلص من سلطة الاسرة و من ثم الزواج حسب إختيارهن.
إن نساء الطوارق ترتدي ثوبا طويلا من القماش ، بدا شديد الشبه بالساري الهندي ،اما الفرق الوحيد فهو لا يعري الخصر.


و إن المراة الطوارقية لا تقبل ابدا ان تتعرض للضرب ؛ هذا تصرف لا وجود له في قبائل الطوارق ، لا يسمعون عنه الا من المجتمع الحضري ،و بالنسبة لجميع الطوارق ، رجالا ونساء ، يعتبر هذا امرا مخزيا ، و إذا حدث و ضرب رجل زوجته لاي سبب كان ، سوف يقابل بالازدراء من كل فرد من افراد القبيلة الي درجة تصبح فيها حياته مستحيله ، فالعار الاجتماعي الذي يلحق به يجعله بالتاكيد شخصا منبوذا و قد يودي به الامر الي مغادرة القبيلة برمتها ، و في بعض قبائل الطوارق يقوم بمهمة الطهي الرجال و النساء معا ، و يعملون في الحقل و يرعون جمالهم و اغنامهم معا يد بيد.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق