الثلاثاء، 25 فبراير 2014

قصة نجاح موريتا مؤسس العملاق الياباني سوني


ولد أكيو موريتا في التاسع والعشرين من شهر يناير لعام 1921م في مدينة توكونامي، آيتشي في اليابان. وكان أكبر أخوته الأربعة سنًا. ويعني اسمه باللغة اليابانية: حقل الأرز السخي المتميز (أكيو: المتميز، موريتا: حقل الأرز السخي). ويعود سبب هذه التسمية إلى عائلته المنحدرة من العائلات الثرية العريقة في اليابان والتي اشتهرت بتصنيع صلصة الصويا ومشروب الساكي (Sake) الذي يصنع من عصير الأرز منذ عام 1665م. و قد دربه والده على تجارة الأسرة.
غير أن موريتا لم يجد شغفه فيها؛ حيث كان يهوى علوم الفيزياء والرياضيات والموسيقى. وقد تخرج موريتا من جامعة أوساكا وحصل هنالك على شهادة في الفيزياء. والتحق فيما بعد بالبحرية وخدم فيها برتبة ملازم خلال الحرب العالمية الثانية، وهنالك التقى بشريكه المستقبلي المهندس (مسارو ايبوكا) في إحدى لجان البحوث الحربية.
بداية تأسيسه لشركة سوني:
كانت بداية تأسيس شركة سوني على يد أكيو موريتا وزميله ماسارو ايبوكا. حيث قاما بتأسيس شركة طوكيو لهندسة الاتصالات عام 1946م. وكان يبلغ موريتا حينها 38 سنة من العمر. بينما كان ايبوكا في الخامسة و العشرين من عمره.
وفي عام 1958م قرر الاثنان تغيير اسم الشركة إلى اسمٍ أيسر في النطق لغير الناطقين باللغة اليابانية ومميزًا وسهل التذكر. وجاء سبب اختيارهم لـ(Sony) هو أن كلمة Sonus تعني الصوت باللاتينية، وSonny-boy تعني في اللغة اليابانية العامية الفتى الهاوي للإلكترونيات والصوتيات.


فلسفته:
كان لموريتا فكره الخاص في عالم التجارة منذ بدايته مع شركة سوني, حتى أصبحت الشركة هي أول شركة يابانية تطرح أسهمها في بورصة نيويورك، وساندت هذه الخطوة في رفع رأس مال الشركة ليس فقط في اليابان بل في العالم أجمع، في وقت كانت فيه أغلب الشركات تلتجئ للبنوك للاقتراض منها. وكانت لموريتا سياسته الخاصة في توجيهات الشركة؛ وهي إعطاء الأولويات للابتكارات والإبداعات المستمرة وكذلك تحفيز الموظفين على إبداء ما لديهم من أفكار جديدة وابتكارات و إبداعات.
وكان يدعمهم ماديًا ومعنويًا كي يقوموا بالشروع في تنفيذ هذه الأفكار. ومن أساليبه التحفيزية لموظفي الشركة مسابقة سنوية لعرض التصاميم الجديدة واختبارها.
وفي حال اتفاق الجميع على أحد التصاميم يتم البدء في إنتاج هذا التصميم ولكن بكميات محدودة، ومن ثم يتم تسويق تلك الكميات على سبيل التجربة، وفي حال نجاح المنتج يتم طرحه في الأسواق على نطاق واسع.
كما يعود الفضل في كثير من ابتكارات سوني المتميزة واختراعاتها المدهشة إلى إبداع موريتا الذي كان محبوبًا من قبل الكثيرين، وكان من أبرز صفاته الأخرى اتصافه بالفضول اللامحدود، وروح التحدي. وكان له هواياته الخاصة والرياضية مثل التنس والغوص والتزلج.
مناصبه و أعماله:
أصدر موريتا كتابًا بعنوان مثير للجدل «لا ضرورة للخلفية الأكاديمية» في عام 1966م. وفي عام 1976 تولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة سوني، وعمل أيضًا كنائب لرئيس اتحاد المجموعة الاقتصادية اليابانية «Kidden-ren» عام 1986.
وفي عام 1986م أصدر موريتا كتابه «لا: كلمة تستطيع أن تقولها اليابان» بمشاركة محافظ طوكيو. وفي عام 1989م أيضًا تم شراء «شركة كولومبيا للأفلام السينمائية» الأمريكية وغيرها من الشركات الأمريكية.
و في عام 1994 أعلن موريتا استقالته من رئاسة مجلس إدارة شركة سوني بعد إصابته بجلطة في الدماغ أثناء لعبة التنس. وقد خلفه بعدها نوريو أوجا.


الأوسمة و التشريفات:
٭ كان موريتا أول ياباني يحصل على ميدالية ألبرت (Albert Medal) من الجمعية الملكية للفنون في المملكة المتحدة سنة 1982م.
٭ وفي عام 1984م حصل على الوسام الوطني للشرف، وهو أعلى وسام مرموق في فرنسا.
٭ كما حصل على وسام الدرجة الأولى من إمبراطور اليابان.
٭ اختارته مجلة التايمز الأمريكية كأحد أهم عشرين شخصية بارزة في القرن العشرين.
٭ استلم العديد من الجوائز العالمية الأخرى التي حصل عليها من دول العالم كالنمسا وبلجيكا والبرازيل وألمانيا وأسبانيا وهولندا والولايات المتحدة. وهذا يدل على التقدير العالمي الذي حصل عليه.
وفاته:
توفي أكيو موريتا عن عمر يناهز 78 عامًا سنة 1999م في مدينة طوكيو في اليابان.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق