ظهرت بحيرة lake-Retba في السنغال إلى الوجود في شكلها الحالي قبل نحو 35 عاماً كما يقول أهل المنطقة، وكانت حتى ذلك الحين جزءاً من المحيط الأطلسي. وبفعل الجفاف إنفصلت عن المحيط لتشكل بحيرة مستقلة بذاتها. ويبلغ طول البحيرة خمسة كيلو مترات بعرض نحو ثلاثمائة متر وبعمق ثلاثة أمتار، ونتيجة انحسار المياه في البحيرة وعدم تبدلها أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة في مياهها، حيث تبلغ نسبة وجود الملح في اللتر الواحد من المياه نحو 400 غرام في فصل الصيف ويقل عنه قليلا في الشتاء بسبب الأمطار، أي أن نصف مياه البحيرة من الملح والنصف الآخر من المياه. وهذا ما شجّع سكان القرى المحيطة بالبحيرة إلى استخراج الملح وبيعه، حيث يعيش غالبية سكان خمس قرى محيطة بالبحيرة عن إستخراج الملح بطرق بدائية يدوية.
وسبب اللون الوردي للبحيرة هو نتيجة لتفاعل ضوء الشمس مع الرياح ووجود معادن خاصة مادة “البيتاكاروتين” الملّونة فيها. وبسبب اللون الوردي للمياه يأتي الكثير من الزوار لزيارة البحيرة التي أصبحت معلماً سياحياً في السنغال، وهناك أقيمت بعض المنتجعات خصيصا لإيواء الزوار الذين يبيتون بجوار البحيرة للتمتع بمنظر مياهها الفريد من نوعه في الأرض. والعمل في البحيرة صعب وشاق ولا يخضع لأي سلطة حكومية، ورغم ذلك فإن العاملين يستخرجون نحو 23 ألف طن من الملح سنويا من البحيرة، كل يوم يأتي التجار والوسطاء مع ناقلاتهم الكبيرة لشراء الملح من مستخرجيه بأسعار تُعد زهيدة مقارنة بأرباح التجار كما هي العادة. يتم توريد الملح هذا إلى بعض الدول الأوروبية ودول من غرب إفريقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق