حدائق بابل المعلقة هي واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم. ووفقاً للنصوص القديمة فإن هذه الحدائق الأسطورية أصبحت معروفة بفضل أحواضها المائية الرائعة والتراسات المعقدة والنباتات التي تنمو في أحواض مائية. وفي الوقت نفسه حاول العلماء لعقود من الزمن العثور على أدلة تشير إلى أن هذه الحدائق كانت موجودة في واقع الأمر. لكن كما تبين، كما ذكر أحد الباحثين، أن علماء الآثار كانوا يبحثون في المكان الخطأ.
الحقيقة هي أن معظم الخبراء كانوا يعتقدون أن إحدى عجائب الدنيا السبع موجودة في المدينة القديمة بابل وعلى أراضي العراق الحالية، ولكن على مدى قرون من الزمن لم يتمكن أحد من العثور على أدلة مادية على وجودها وذلك لأن التحليل الدقيق والشامل أظهر أن عمليات البحث كانت تجري في المكان الخطأ.
وكما صرحت الدكتورة ستيفاني دالي من جامعة أكسفورد فإن حدائق بابل مدفونة في عاصمة الآشوريين نينوى المدينة القديمة التي كانت سابقاً بالقرب من مدينة الموصل الحديثة. وحاولت الدكتورة دالي خلال العقدين الماضيين تحديد موقع الحدائق بشكل دقيق مع العلم أن معظم المحللين والخبراء وعموم الناس أصبحوا في الآونة الأخيرة يعتبرون هذه الحدائق مجرد أسطورة لأنه لم يتم العثور على دليل مادي يؤكد وجودها.
ويعتقد العديد من الباحثين أن الحدائق بنيت في حوالي عام 600 قبل الميلاد، وهذا الاعتقاد يستند على النصوص القديمة التي كانت مكتوبة في قرون لاحقة بعد إنشاء حدائق بابل. فعلى سبيل المثال تؤكد إحدى هذه النصوص بأن هذه الحدائق كانت مبنية من قبل الملك البابلي نبوخذ نصر في مدينة بابل العراقية وذلك إرضاءً لزوجته اميتس. لكن ومع ذلك كله لم تذكر أياً من النصوص التي كتبت من قبل الملك أو زوجته على وجود هذه الحدائق.
وقد أخذت الدكتور دالي هذه الحقائق بعين الاعتبار عندما قررت إجراء دراسة تفصيلية على هذه النصوص. وخلال هذه العملية تمكنت من العثور في المتحف البريطاني في لندن على منشور مغطى بكتابات مسمارية. يشار إلى أن الكتابات المسمارية استخدمت من قبل القدماء بدءاً ن العصر البابلي، علماً أن الإمبراطورية الآشورية كانت تستخدم هذه الكتابات المسمارية أيضاً.
كما احتوى هذا المنشور على معلومات مفصلة عن الملك سنحاريب الذي كان حاكماً للإمبراطورية الآشورية وعاش قبل نبوخذ نصر بقرن واحد. وتضمنت الوثيقة إشارة إلى القصر الذي تم بناؤه بالقرب من العاصمة الآشورية نينوى. ووفقاً لما هو مكتوب في هذه الوثيقة فقد كانت هناك حديقة موجودة على أرض القصر والتي ورد ذكرها في النص على أنها معجزة لجميع الناس. وبأمر من سنحاريب حفيد أشور بني بال تم نحت هذه الحدائق العجيبة على بالقرب من مدخل القصر.
وقد قررت الدكتور دالي إجراء مقارنة بين الخرائط القديمة وسجلاتها الخاصة التي جاءت نتيجة لتحليل ودراسة للوثائق القديمة، وفي النتيجة وجدت إشارة تدل على مكان وجود إحدى العجائب السبع. بالقرب من المكان الذي حددته الدكتورة تم العثور على تلة كبيرة والتي بحسب رأي دالي تعتبر من أفضل الأماكن المحتملة لحدائق بابل المعلقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق