الأحد، 26 يناير 2014

فكرة جاءته وهو في السجن.. فجعلت منه رجل أعمال مليونير !


كل من عرفه قال عنه أنه فتى سيئ جداً ، لا يُرجى من وراءه خير مُطلقاً ..
نموذج مثالي للـ ( Bad Boy ) كما يقول الغربيون .. قضى 11 عاماً كاملة فى السجن ، بتهمة حيازة وتعاطى المخدرات ، فضلاً عن جرائم أخرى
في تلك الليلة ، كان المُجرم الأسمر ” كلايد بيزلي Clyde L Beasily “ يُشاهد التلفزيون في زنزانته فى السجن ، من خلال تلك القناة التى كانت تعرض التصفيات النهائية لإحدى مُباريات لعبة الجولف التى كان يهوى مُشاهدتها بشغف .. ولكن لسوء الحظ ، لم تستمر المباراة ، وتم إيقافها فى منتصفها بسبب هطول الأمطار الغزيرة على أرض الملعب بشكل مُفاجئ.
هذا التوقف جعل الفتى يتبرّم ويتذمر .. ألا يكفيه السجن والضياع الذي يعيشه ، فيأتى ذلك المطر ليُفسد عليه واحدة من أفضل لحظاته ، وهو يتابع الرياضة الاولى المفضلة له ، والتى يتابعها باهتمام شديد ، دون غيرها من الرياضات..وهنا قفزت فى ذهنه فكرة مدهشة !

هو يتابع أيضاً رياضة التنس .. ويعرف أن هذه الرياضة الممتعة تم تحويلها إلى رياضة مُصغرة تُشبهها ، ولكنها تُلعب على طاولة كبيرة.. أصبحت هناك رياضة أخرى كاملة اسمها ” تنس الطاولة “ 
لماذا لا توجد نسخة مُصغرة من لعبة الجولف ، يُمكن لعبها على ظهر طاولة واسعة ؟ .. ويكون اسمها ” جولف الطاولة Table Golf “ .. وتكون مزيجاً من لعبة الجولف ولعبة البلياردو ؟!
حينئذ ، لن يكون هناك امطار تؤجل مواعيد المبارايات بلا شك !
وعلى الرغم من غرابة الفكرة ، إلا أنها استهوته بشدة لدرجة أنه بدأ فى وضع تصميمات وتخيلات للعبة الجديدة ، وبدأ يرسمها على الورق .. ويضع قوانينها وحدودها ومساحة الطاولة ، وغيرها من التفاصيل..
وبعد 11 عاماً فى غياهب السجون .. خرج ” كلايد بيزلي ” حراً طليقاً بعدما أدى فترة عقوبته..
خرج بأفضل شيئ على الإطلاق يُمكنه الخروج به .. خرج بفكرة جديدة !
بمجرد خروجه من السجن ، أول شيئ فعله ” كلايد ” هو ان توجه إلى محل لبيع الادوات والمعدات ، وقام بشراء مايلزمه لتطبيق فكرته ، كلفته حوالي 200 دولار .. وعاد إلى منزله ، وعكف ليالي طويلة فى صنع نموذج أولى للفكرة..
وبعد أن صنع نموذجه بالفعل ، وقام بتجربته واختباره بنفسه عدة مرات ، لم يكتف بذلك .. بل قام بدعوة بعض الأطفال والمراهقين والشباب فى المنطقة التى يسكن بها ، وطلب منهم تجربة نموذجه الجديد المُبتكر .. فما كان منهم إلا أن أبدوا جمعياً إعجابهم الشديد باللعبة التى صممها ، وفكرتها وقوانينها..
هنا عرف كلايد بيزلي أن في يده كنز ثمين .. قام بتصميمه وتصنيعه ، ولم يتبق له سوى الجزء الأهم ..والأصعب..تسويق مُنتجه الجديد الغير مسبوق..




انطلق كلايد فى حماس إلى كل الجهات التى يُمكنها أن تتبنّى فكرته هذه ، بدءاً بالنوادى الرياضية والمتاجر الترفيهية وأماكن التسلية .. يعرض على كل من يقابله مُنتجه وتصميمه المُبتكر..
ولكن ، وكعادة أي فكرة جديدة مجنونة ، يجب أن تلقى استهجان من الأشخاص التقليديين .. رفضت العديد من النوادى والهيئات مجرد الإستماع له ، ومُشاهدة منتجه ..ولكنه لم ييأس مُطلقاً .. واستمر فيما يقوم به بمنتهى الصبر والإصرار..
وفي أحد المرات ، اقترح عليه صاحب أحد المحلات، بعد أن قام ” كلايد ” بعرض فكرته عليه .. اقترح عليه أن يتوجه بلعبته الجديدة إلى معرض البلياردو الموسمي الأمريكي الذي يُقام فى مدينة لاس فيجاس .. وكان هذا المعرض فى يوليو من العام 2003 .
في ذلك المعرض ، انبهرت إحدى شركات تصميم طاولات البلياردو بفكرة ” كلايد بيزلي ” ، وقامت بتبني فكرته وتصنيعها وتسويقها ، وبدأت فى الانتشار بين المُستهلكين بسرعة مدهشة ، ووضعت أسعاراً للعبة الجديدة تتراوح مابين 150 دولار إلى 700 دولار امريكي.
وفي العام 2005 .. تجاوزت مبيعات اللعبة التى صممها ” السجين السابق “ الخمسة ملايين دولار أمريكي ، وذلك بعد أن قام بوضع الكثير من الخيارات والتطويرات فى تصميماتها..
كلايد الآن رجل أعمال مليونير شهير ، مازال حتى يومنا هذا مصمماً على إلقاء مُحاضرات تشجيعية فى مناسبات متعددة ، يحكي فيها قصة حياته ، التى بدأها مُدمناً خارجاً عن القانون ، ووصلت به إلى أن يكون رجل أعمال ناجح مُبتكر ..ولديه عدة ملايين من الدولارات !بسبب فكرة واحدة جاءته فى ليلة ممطرة وهو يشاهد مباراة للجولف !


يذكر أحد الخُبراء أن عقلك يمر عليه أكثر من 4000 فكرة يومياً .. حتى الأشخاص الذين يعتبرون نفسهم أشخاصاً تقليديين ، تمر بأذهانهم آلاف الأفكار الجديدة يومياً..
فقط من لديهم القدرة على استيقاف هذه الأفكار وتحليلها وتنقيتها من الشوائب ، وإخضاعها للفكر التجريبي ، هو من ينجح فى إظهارها للوجود .. وتحقيق الملايين من وراءها ..
باختصار : أنت مخزن من الأفكار الجديدة الغير مسبوقة .. ولكنك لا تُفكر أصلاً فى اغتنامها أو تحويلها من مجرد فكرة إلى واقع ..
أنت الآن قرأت بنفسك عن ” سجين “ سقط من نظر المجتمع كله أخلاقياً ومهنياً يوم من الأيام .. تحوّل بفضل فكرة واحدة فقط إلى رجل أعمال مليونير يدير شركته الخاصة ، ومُدرّب للتنمية البشرية ” يُعلمك أنت كيف تنجح “ !





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق