السبت، 15 فبراير 2014

قصة أغرب من الخيال: رواية تنبأت بغرق تيتانيك قبل 14 سنة من الحادثة

قصة في 1898 عن كارثة خيالية تحولت في 1912 الى حقيقية بمعظم تفاصيلها تماما.

هناك أكثر من دليل بأن سفينة "تايتنك" غرقت مرتين: واحدة في 1912 وقضى فيها 1517 شخصا وتحل بعد أسبوعين 100 عام على كارثتها الحقيقية، وواحدة "غرقت" في قصة قصيرة لكاتب أميركي مغمور وكانت على رفوف المكتبات قبل 14 سنة من رحلة "تايتنك" التي انتهت بما كان وما يزال أكبر كارثة مدنية عرفتها بحار القرن العشرين.
ولم تصدق "العربية.نت" هذا الخبر طبعا، وهو قديم تكرر عبر عشرات السنين، الا بعد أن بذلت جهدا لتتأكد من صحته وبأن القصة وتفاصيلها وتاريخ صدورها لم تكن من باب التلفيق بهدف التسويق، بل حقيقة معززة بوثائق، أهمها أن صحفا كتبت عنها حين صدرت من 16 فصلا في 33 صفحة عام 1898 بنيويورك. 
كما أن نسخا أصلية منها موجودة للآن وعليها تاريخ صدورها، وهو ما طرح تساؤلات حملت "العربية.نت" على الاتصال بخبير مصري شهير في الشؤون النفسانية، وهو الدكتور أحمد عكاشة، مؤسس "مركز عكاشة للطب النفسي" بجامعة عين شمس في القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، لتسأله تفسيرا قد يقنع المستغربين.
وأهم التساؤلات: هل كان الكاتب الأميركي، مورغان روبرتسون، الذي تعرفت "العربية.نت" الى تفاصيل قصته بالصدفة حين كانت تجمع معلومات عن "تايتنك" لمناسبة مئويتها الأولى، يعيش حين كتبها في حالة نفسية نادرة سمحت له، من حيث لا يدري، بالتنقل بين الحاضر والمستقبل ليكتب قصة خيالية عن كارثة تحولت بعد 14 سنة الى حقيقية مع "تايتنك" المنكوبة ؟

معظم ما حدث حقيقة جرى قبله في الخيال:

القصة التي كتبها مورغان هي The Wreck of the Titan أو"حطام تيتان" التي تتحدث عن باخرة عملاقة وصفها منذ الصفحة الأولى بأنها "غير قابلة للغرق" لضخامتها واصطدمت بجبل جليدي في شمال المحيط الأطلسي، فغرقت بمعظم من كان عليها من ركاب، وهو ما حدث مع "تايتنك" تماما منذ 100 عام. 
وللتلخيص، فان "العربية.نت" قامت بجردة مقارنة لما حدث حقيقة وما حدث خيالا بين سفينة مورغان التي أبحرت في القصة من نيويورك الى مدينة ليفربول بانجلترا، وكانت الرحلة هي الثالثة لها منذ تدشينها، وبين "تايتنك" التي أبحرت بالعكس، أي من مرفأ "ثاوثهامبتون" بجنوب انجلترا الى نيويورك، وكانت رحلتها الأولى والأخيرة.
كانت "تيتان" بطول 245 مترا وتزن 45 ألف طن، وكانت "تايتنك" بطول 269 مترا ووزنها 46 ألفا من الأطنان. وكانت "تيتان" بقوة 40 ألف حصان وتحتوي على 15 مانع للتسرب المائي، بينما كانت هناك 9 موانع في "تايتنك" البالغة قوتها 46 ألف حصانا. أما السرعة فكانت 25 عقدة لتيتان التي كان فيها صاريتان و3 مراوح و24 لتايتنك التي كان فيها الشيء نفسه أيضا.
وشمل الشبه بين السفينتين أيضا حالات الذعر التي دبّت بين الركاب وهم يواجهون حتفهم، الى جانب أن الشهر الذي غرقت فيه "تيتان" الشبيه اسمها باسم "تايتنك" الى حد ما، هو أبريل/نيسان، وهو الشهر الذي غرقت فيه "تايتنك" أيضا، كما أن سبب الارتطام بالجبل الجليدي كان السرعة الزائدة للسفينتين اللتين فقدتا العدد الكبير من الركاب لعدم وجود قوارب كافية للنجاة.

هل توفي كاتب "حطام تيتان" منتحرا ؟

ويقول الدكتور أحمد عكاشة انه لا يوجد تفسير لما سماه "قدرة بعض الأشخاص على وعي المستقبل" وهي قوة موجودة لديهم لكن من الصعب تقديم الدليل عليها. وذكر أن هناك مختبرات لعلم النفس في روسيا والولايات المتحدة تجري أبحاثا على أشخاص لهم قدرات خاصة في استشراف المستقبل "لكنه يصعب عليهم تعليمها للآخرين" بحسب ما ذكر لـ "العربية.نت" عبر الهاتف من القاهرة.
وتحدث الدكتور عكاشة عما سماه "الوعي الكوني" الموجود لدى بعض الأشخاص "وهو عالم لا حاضر فيه ولا مستقبل" وان مؤلف قصة "حطام تيتان" ربما كان منهم، وحين كتب عن كارثة خيالية في قصته أورد تفاصيل استمدها من ذلك الوعي وتحققت تلقائيا في غيرها بعد سنوات "وهذه قدرات يقر علم النفس بوجودها" كما قال.
ويبدو أن الكاتب مورغان روبرتسون كان يعاني من مرض الصرع، وهو شائع أيضا بين الكثير من المشاهير عبر التاريخ، لأنه كان يتناول جرعات من محلول Paraldehyde المستخدم في علاج المرض.
ويكتبون أنه بسبب تناوله لجرعة كبيرة منه مات في غرفته بفندق كان يقيم فيه بنيوجيرسي، فتوفي في 1915 بعمر 53 سنة، أي بعد 3 أعوام من الغرق الحقيقي لأضخم سفينة بناها الانسان، فهل كان كاتب "حطام تيتان" يشعر بذنب ما مع كارثة "تايتنك" فتخلص من عذابه النفسي وانتحر ؟








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق