أنطونيو ميوتشي :إيطالي الجنسية هاجر إلى هافانا (كوبا) ثم الولايات المتحدة الأمريكية. اعترف الكونغرس الأمريكي رسميا في سنة 2002م بأن ميوتشي هو المخترع الحقيقى للتليفون وذلك بعد مرور 133 عاما على موته عام 1889
ولد (ميوتشي) في عام 1808 بالقرب من مدينة فلورنسا الإيطالية ودرس الكيمياء والهندسة الميكانيكية قبل أن يحصل على عرض للعمل في أحد المسارح في (كوبا). فغادر إليها فورا وهناك ظهرت موهبته بالاختراع والتطوير فقام بتصميم نظام لتنقية المياه وأعاد اعمار (جران تيترو) الذي كان قد تحطم تقريبا كليا بالاعصار
كما طور طريقة لعلاج المرضى عن طريق الصدمات الكهربية ولما انتهى عقده غادر _كوبا) إلى الولايات المتحدة عام 1850 حيث استكمل هناك عددا من الأبحاث التي بدأها في (كوبا) حول تحويل الذبذبات الصوتية إلى نبضات كهربائية.
سيرته:كان ميوتشي «وهو مهاجر فقير من فلورنسا» قد اكتشف في عام 1860 أن تحويل الذبذبات الصوتية إلى نبضات كهربائية يتيح نقل الصوت عبر سلك على مسافة بعيدة وطور ميوتشى تجاربه في هافانا حيث كان يعمل في مجال مؤثرات المسرح وحيث عالج بعض الأمراض الروماتزمية بتفريغ شحنات كهربائية.
في عام 1854 اشتد الروماتيزم على زوجة (ميوتسي) مما جعلها طريحة الفراش لا تقوى على الحركة فقام بتصميم جهاز صغير يصل حجرة نومها بمختبره ويمكنها من خلاله التحدث معه عند الحاجة فكان هذا الجهاز بداية اختراع الهاتف الذي سبق فيه اختراع (غراهام بيل) بعشرين عاما.
ثم قدم طلبا لتسجيل براءة هذا الاختراع في عام 1871 في نيويورك ولم يستطع تسجيل هذا الطلب بعد عامين لأنه لم يكن يمتلك الدولارات العشرة اللازمة لذلك طبقا لما جاء في التاريخ الرسمي الإيطالي.
في عام 1874 قرر ميوتشي تقديم نموذج اختراعه إلى شركة «ويسترن يونيون» القوية للتلغراف التي لم تبد اهتماما بهذا الاختراع بل انها ادعت أنها فقدت ملف الموضوع ازاء مطالبة المخترع الإيطالي بالحاح الحصول على رد منها.
بعد أن فقد الأمل قرر (ميوتشي) العودة إلى (نيويورك) ويبدو أن سوءالحظ كان يلازمه فقد انفجرت الباخرة التي كان يسافر على متنها وأصيب بجروح خطيرة. ولعلاج (ميوتشي ) قررت زوجته بيع بعض من اختراعاته استطاعت بيع عدد منها كان من ضمنها أحد نماذج الهاتف إلى تاجر أدوات مستعمله بمبلغ ستة دولارات فقط! وبعد أن شفى (ميوتشي) من جراحة أجريت له أراد إعادة شراء اختراعاته وتوجه إلى التاجر وطلبها منه فأخبره التاجر أنه باعها إلى شاب مجهول الهوية تبقى هويته لغزا إلى يومنا هذا (يعتقد العديد من الناس أن أحد رجال (جراهام بيل) هو من اشترى النموذج ولكن الاتهامات تظل دون دليل واضح.
وبعد ذلك بعامين قرأ ميوتشي في دهشة عناوين الصحف التي أعلنت «اختراع» التليفون على يد الباحث الاسكتلندي الاصل جراهام بل الذي ترعاه شركة ويسترن يونيون.
عندئذ بدأ ميوتشى حملة قضائية كبيرة ضد شركة التلغراف القوية ورغم أن محكمة في نيويورك أقرت في عام 1887 بأنه على صواب فانه لم يستطع المطالبة بجانب من الارباح الاقتصادية لهذا الاختراع نظرا لأن طلبه الحصول على براءة الاختراع كان قد تقادم منذ سنوات طوال.
وفي عام 2002 وبعد وفاة (ميوتشي) بما يقارب 122 عاما اعترف (الكونجرس الأميريكي) بأن (أنتونيو ميوتشي) الإيطالي الجنسية هو مخترع الهاتف وتم تعديل براءة الاختراع لتذهب من (جراهام بيل) إلى صاحبها الأصلي ( أنتونيو ميوتشي) ورغم ذلك وإلى الآن لا زال الناس يحفظون اسم (جراهام بيل) على أنه هو مخترع الهاتف، ولا زالت الكتب المدرسية تذكر (جراهام بيل) متجاهلين صاحب الاختراع الحقيقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق