درس البلاغة والقانون والآداب والفلسفة في أثينا وفي روما ، ثم اشتغل بالمحاماة في روما. لم تكن حياة سيبتموس تخلو من الحركة والتنقل من منصب الى اخر وتولى ولاية جنوب اسبانيا ثم عاد الى افريقيا كممثل للامبراطور ثم كممثل عن العامة في مجلس الشيوخ بروما ، أصبح عام (173 م) عضوا في مجلس الشيوخ الروماني بدعم من الإمبراطور (ماركوس أوريليوس) ، وفي عام 175 تزوج من باشيا مارشيانا Paccia Marciana ذات الاصول الليبية. وفي عام (179 م) عين قائدا للقوات الرومانية المرابطة في سوريا .
انتعشت حياة سفيروس مع صعوده الوظيفي وخاصة بعد انتقال الحكم من الامبراطور ماركوس Marcus الى كومودوس Commodus فتولى العديد من المناصب الرفيعة كنائب قنصل ثم عمل في سوريا كقائد ثم حاكم لمنطقة الغال (فرنسا الحالية)وصقليةوالنمسا والمجر. وفي فترة حكمه لبلاد الغال وفي سنة 187 تزوج من جوليا دومنة Julia Domna وهي من عائلة سورية مرموقة ورزق منها بولدين : الاول ولد سنة 188 وسماه باسيانوس Bassianus وهو من عرف لاحقا باسم الامبراطور كاركلا Caracalla والابن الثاني ولد سنة 189 واسمه جيتة.
بعد توليه مقاليد الحكم قام ببذل الجهود الكبيرة في سبيل الإصلاح وتحسين أوضاع الجيش والقضاة وإزالة مساوئ الفتن الأهلية ، ووجه العناية إلى الولايات فأقم فيها كثيراً من المنشآت والأبنية العامة والحمامات وسواها. وجعل الخدمة العسكرية إجبارية على كل الولايات عدا أهل ايطاليا، ثم قام بحلِّ الجيش البريتوري وأحدث حرسا جديدا أعضاءه من سائر الولايات بعد أن كان هذا الحرس إيطاليّاً فقط. كان لا يشبع من أكاليل الغار ، ثماني عشرة سنة وهو في حروب مستمرة وسريعة ، زاد عدد الجيش ، ورفع رواتب الجند ، وقاتل منافسيه ، وقضى على الفتن، وقاتل لاسترداد مناطق قديمة ، وضم مناطق جديدة للإمبراطورية ، دك بيزنطية بعد حصار دام أربعة سنوات ، و غزا (بارثيا) و استولى على (طشقونة) وضم (بلاد النهرين) لهذه الإمبراطورية ، لقد أعاد لعرش روما مكانته ، وخلص الإمبراطورية من تركة فساد متراكم من استبداد (كاليغولا) وبلاهة كلوديوس وجنون نيرون وطغيان أنطونيوس.
رغم شيخوخته وكبر سنة وإصابته بداء النقرس إلا إن ذلك لم يقيده من تسجيل انتصارات وتسجيل أسمه في صفحات التاريخ ، وهو بهذه الحالة قد وصل إلى (كلدونيا) وانتصر على الاسكتلنديين في عدة وقائع ، ثم عاد إلى (بريطانيا) . وهناك عندما وصل إلى (يورك) سنة 211 م كان على موعد مع الموت ..قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : " لقد نلت كل شيء ، ولكن ما نلته لا قيمة له، وكانت آخر وصاياه (الحفاظ على الأسرة الامبراطورية والعمل على استرضاء الجيش).