بعد أن توفي قبل عدة أيام في نيويورك أكبر معمر في العالم عن عمر يناهز 111 عاماً،يتوقع أن يحمل الياباني ساكاي موموري الشعلة من بعده ويحل محله في سجل غينيس للأرقام القياسية كأقدم إنسان يعيش على وجه البسيطة، وليس مستغرباً أن ينتقل اللقب إلى اليابان التي تضم أكبر نسبة من المعمرين في العالم.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن متوسط عمر النساء في اليابان 87 عاماً، ومتوسط عمر الرجال 80 عاماً، في حين يبلغ متوسط عمر النساء في الولايات المتحدة على سبيل المثال 81 عاماً، ومتوسط عمر الرجال 76 عاماً، أي أن اليابانيين يعيشون أطول من غيرهم فما هو السبب وراء ذلك؟
على الرغم من نمط الحياة المجهد في اليابان، حيث تزيد ساعات العمل عن معظم بلدان العالم، وفي عام 2012 بلغ متوسط ساعات العمل للموظف 1745 ساعة على مدار العام، إلا أن ذلك لم يؤثر على المعدلات العالية لمتوسط عمر الإنسان في البلاد بالمقارنة مع باقي دول العالم بحسب صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية.
وتشير الكاتبة الأمريكية ناعومي مورياما مؤلفة كتاب "المرأة اليابانية لا تهرم ولا تصاب بالبدانة" إلى أن السر من وراء ذلك يكمن في النظام الغذائي المتبع في البلاد، والذي يعتمد على تناول وجبات طعام خفيفة غنية بالأسماك والخضروات، بالإضافة إلى الأسلوب البديع في تقديم أطباق الطعام.
ويركز النظام الغذائي في اليابان على الطاقة والفوائد الغذائية التي يمكن الحصول عليها من الأطعمة، وفي نفس الوقت تكون كمية الطعام قليلة ولا تسبب البدانة أو التخمة، وهذا ما يساعد على الوقاية من أمراض عديدة تنتج عن الوزن الزائد وتكدس الشحوم في الجسم.
وبالطبع هناك حمية أوكيناوا الأسطورية القادمة من جزيرة تختلف بعاداتها الغذائية ونمط الملابس فيها عن باقي المدن اليابانية.
ويعزو بعض الأطباء سبب الحياة الصحية التي يتمتع بها اليابانيون إلى الأطباق التقليدية التي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسرطان، مثل التوفو والأعشاب البحرية والحبار والأخطبوط وغيرها من المأكولات البحرية.
إلا أن الطعام ليس السبب الوحيد وراء طول أعمر اليابانيين، فنمط الحياة الاجتماعية التي يعيشها كبار السن بعيداً عن التوتر بمساعدة الأبناء والأحفاد يلعب دوراً هاماً في ذلك، بالإضافة إلى العادات والتقاليد ونظام الضمان الاجتماعي في البلاد التي تضمن حياة كريمة للمعمرين في آخر أيام حياتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق