الاثنين، 14 يوليو 2014

شبح بحيرة بيغ موس


كانت جبال أديرونداك الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة نيويورك وما تزال المكان المفضل لقضاء العطلات وقبلة الزائرين من المشاهير والمغمورين ولعدة أجيال وفي إحدى ليالي صيف عام 1988 كان العديد من العاملين في فندق ومنتجع كوفوود المطل على بحيرة بيغ موس يمشون باتجاه مكان عملهم حيث كانت تتقدمهم روندا بوسيلوت، ولم تكن روندا مدركة للشيء أو الشخص الذي ينتظرها في الداخل.
تقول روندا: "مشيت داخل مكتب العاملين للأمام وباتجاه درجات السلم لأصل إلى الحبل الذي يشد عادة لأنارة المكان وفي اللحظة التي كنت فيها على وشك شد الحبل أحسست بوجود شخص معي، وعلى الفور تسمرت في مكاني ولم أتحرك، لم أكن أحس بشعور مهيمن من الخوف ولكن بدأت ألتقط أنفاسي وكنت متأكدة من وجود شيء ما".
لكن المشهد كان مرعباً اكثر في الخارج حيث رأى أصدقاء روندا مشهداً تقشعر له الأبدان (بالاعتماد على رواية روندا): " كان لثلاثتهم نفس القصة، حيث رؤوا شبحاً أمامهم لبضع ثوان، وبعدها اختفى بعيداً، أنا بنفسي لم أراه ولكني أحسست بشعور غريب وكأن شخصاً حولي".


ولكن يبقى السؤال ما هو الشيء الذي يسكن ؟ يعتقد الناس هنا أنه شبح فتاة جميلة اسمها غرايس براون،
جريمة قتلها في عام 1906 هزت الأمة وبعد عقود من السنين تناولت هوليوود قضيتها في فيلم A Place in the Sun أو "مكان تحت الشمس"، أظهرتها هوليوود في الفيلم على أنها فتاة متمردة وغير جذابة لكن في الحقيقة كانت بسيطة ومحبوبة بعمر 19 سنة تعمل في مصنع جيليت للتنانير في كورتلاند في نيويورك، وفي عام 1905 قابلت شاباً وسيماً يدعى تشستر جيليت وهو ابن اخ مالك المصنع الذي تعمل فيه.
كتب المؤلف كرايغ براندون عن جريمة قتل غرايس براون قائلاً: "يعتبر تشستر جيليت من الرجال الذين لهم حضور مميز في البلدة
لأنه كان محاطاً بالناس وله شعبية وجسمه رياضي إضافة إلى أنه كان وسيماً، وأنا متأكد من أنه لفت انتباه الكثير من النساء".


إتهام تشستر جيليت بمقتل غرايس:
منذ البداية كانت علاقة تشستر بـ غرايس علاقة غرامية فاضحة ، حيث أقنع تشستر غرايس برؤيته في السر بهدف الحفاظ على سمعتها خصوصاً في تلك الأيام، يقول كرايغ براندون:"أعتقد أنها رأته شخصاً مثالياً لها فهو يمثل كل ما تريده هي مهما كلف الأمر".
أما بالنسبة لتشستر كان ذلك علاقة عابرة سرية، فهو لم يصحبها أمام الناس أبداً، ولم يتحدث عن علاقته بها على الرغم من أنه كثيراً ما شوهد برفقة فتيات أخريات خصوصاً اللواتي ينتمين إلى عائلات غنية في البلدة.
أصدقاء غرايس كانوا يحذروها منه وبأنه ليس هو كما يظنه الناس عنه كما يبدو أن غرايس ليس لديها خبرة في التعامل مع ذلك النوع من الأشخاص ، لكنها كانت تراه بمنظارها بغض النظر عن ما يقول الناس عنه ومع ذلك لم تستطع غرايس أن تقاوم الشغف به فبعد فترة قصيرة اكتشفت أنها حامل .
في تلك الأيام كان ينظر الناس للأم غير المتزوجة على أنها منبوذة من المجتمع ، فتوسلته أن يتزوجها ولكنه كان يفعل ما بوسعه ليماطل.
وأخيراً في شهر يوليو من عام 1906 أخذها إلى جبال أديرونداك وكانت تظن أنها رحلة زواج ممتعة ، فاستأجر زورقاً في بحيرة بيغ موس من رجل اسمه روبرت موريسون. توقع موريسون عودتهم عند العشاء ولكنه اعتبر الأمر مثيراً للشك عندما لم يرجعوا .
نظم موريسون في صباح اليوم التالي فرقة للبحث عنهم فوجد الزورق مقلوباً رأساً على عقب وعلى مسافة قريبة منه عثر على جثة غرايس طافية، وبعد يومين عثرت الشرطة على تشستر جيليت في فندق مجاور.
في البداية أنكر معرفته بـ غرايس ولكن فيما بعد ادعى أنها أغرقت نفسها من الإكتئاب لأنه لم يعد يحبها ، صدقه القليل من الناس ولكن جرت محاكمته وإدانته بارتكاب جريمة من الدرجة الأولى وفي 30 مارس 1908 تم إعدام تشستر جيليت على الكرسي الكهربائي وتحققت العدالة و على ما يبدو أن ذلك لم يكن كافياً لروح غرايس المعذبة.


تتحدث ليندا لي ماكن عن رؤيتها لشبح غرايس براون بعد أشهر قليلة فقط من رؤية روندا بوسيلوت : "كنت أنزل ماشية باتجاه البحيرة وبيدي مصباح كشاف حيث كان ضوء المصباح يخبو أكثر فأكثر وعندما وصلت إلى حافة البحيرة والصخور إنطفأ ضوء المصباح تماماً، فكان علي الالتفاف و العودة مجدداً ، واندهشت لما رأيت  شبحها ماثلاُ أمامي وكنت متأكدة من ذلك عندها انتابني شعور قوي بالحزن، كانت أراها حزينة للغاية".
وأخيراً .. هل كانت تلك المشاهدات تدل على شبح غرايس براون ؟ فقد استمرت المشاهدات طيلة سنوات وعلى ما يبدو أنها روح عالقة في بحيرة بيغ موس ولم تبرح ذلك المكان منذ لحظة إغراقها من قبل حبيبها غير المخلص؟

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق