على امتداد سنوات، أضحى الاختلاف بين عائدات الميسورين وبقية طبقات المجتمع صارخا، حيث صب ارتفاع المداخيل بنسبة 80 في المائة في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1975 في صالح 10 في المائة فقط من السكان، وحتى طبيعة الحياة التي أمكن للمرشحين سعيدي الحظ نيلها ليس لها أية علاقة بمصير بقية السكان مجتمعة.
من منا لا يرغب في امتلاك منزل في إقامة فاخرة، وأن يتنقل في سيارة هجينة، ويستهلك أطعمة بيولوجية، عوض اكتراء شقة خربة وسياقة خردة وتناول القذارة الصناعية التي تعج بها رفوف الأسواق الممتازة؟. وهناك عدم مساواة آخر يتربص بنا له ارتباط بتوزيع الثروات، وهو اختلال أكثر قسوة وقد يتسبب في نضال طبقي عنيف جدا، يتمثل في الهوة المتنامية بين أعمار المترفين من الطبقة المخملية الطويلة وأعمار المعدومين.
ارتفع الفرق بين أمد حياة الطبقات العليا والطبقة الوسطى والشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية الآن بنسبة 12.2 سنة.
فباستطاعة الرجال البيض ممن حصلوا على ديبلوم جامعي انتظار عيش حتى 80 سنة، بينما يُتوفى من ليس لهم إلا ديبلوم في الدراسات الثانوية عن حوالي 67 سنة.
كما ينتظر النساء البيضاوات الحاصلات على ديبلومات جامعية أمد حياة يقارب 84 سنة، مقابل 73 سنة بالنسبة للنساء ممن لا ديبلوم لهن. وما زال هذا الفرق آخذا في التعمق.
هذه مجرد بداية فقط، فماذا سيحدث عندما ستمدد الاكتشافات العلمية الحديثة الحياة المحتملة لبني البشر؟ هل ستعمق من حدة هذا الظلم ليشمل مستويات أوسع؟
لن تصبح المعركة الفاصلة بين الطبقات معركة حول المال، وإنما ستصبح معركة يتقابل فيها أمد حياة يصل إلى 60 سنة وأمد حياة يبلغ 100 عاما أو يزيد.
فهل سيتقبل العالم أن يحيا الأغنياء المترفون حياتين بينما لا تكون للمعدمين إلا حياة واحدة؟.
إنه الوقت المناسب لمناقشة هذا الأمر ما دمنا على بعد قوسين أو أدنى من تشييد "ينبوع الشباب" الذي قد يطيل، نظريا على الأقل، أمد حياتنا مع التمتع بصحة جيدة لـ 100 سنة أو يزيد، وهذا ليس من الخيال العلمي في شيء.
يقول دافيد سينكلير، أخصائي في علم الجينات بجامعة هارفرد: "في ظرف خمس سنوات، سجلنا كثيرا من التقدم الحاسم! هناك عدد كبير من المواد المختبرة حاليا في المختبرات لها القدرة على إبطاء الشيخوخة بشكل ملحوظ وتؤخر ظهور السكري والسرطانات وأمراض القلب"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق