عثر علماء الآثار على أدلة تشير إلى وجود ميناء قديم مع ثكنات يعتقد بأنها كانت مهاجع للجنود والبحارة بالقرب من أهرامات الجيزة، مع الإشارة إلى أن العلماء سابقاً كان يعتقدون بأن هذا المكان هو عبارة عن مخيم لبناء الأهرامات
الجدير بالذكر أن خبراء من جمعية أبحاث مصر القديمة ومقرها ولاية ماساشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية يقومون بحفريات في منطقة تبعد حوالي نصف كيلو متر إلى الجنوب من تمثال أبو الهول منذ عام 1988. وفي عام 2013 عثروا على الكثير من عظام الحيوانات، والتي تدل إما على حدوث مجزرة تعود للعصور القديمة في هذا الموقع، أو أنها أصبحت مقبرة للعمال الذين قاموا ببناء الأهرامات.
ظهرت "مدينة بناة الهرم المفقودة" في عهد فرعون منقرع عام 2550 قبل الميلاد، مع العلم أن منقرع هو ابن خفرع حفيد خوفو، وفي عهده تم بناء هرم منكاورع الذي وبحسب رأي شهود عيان كان هذا الهرم من أروع الأهرامات التي بنيت في ذلك الزمان.
ولكن الآثار التي تم العثور عليها لاحقاً بالقرب من هذا المكان بجانب تمثال ابنة منقرع الملكة هندقوس، أصبحت سبباً للاعتقاد بأنه كان هناك ميناء قديم.
تمكن علماء الآثار من العثور على حوض كبير يعتقد بأنه كان جزءاً ميناء أو واجه بحرية. وما يدعم هذه الفرضية هو حقيقة وجود خزان اصطناعي يبعد مسافة كيلو متر عن قناة نهر النيل.
كما عثر رئيس جمعية أبحاث مصر القديمة مارك لينر وفريقه لدى القيام بحفريات في منطقة الميناء عثروا على قطع من أشجار الصنوبر والبلوط والأرز وهذه عادة ما تتواجد في منطقة بلاد الشام شرقي بحر الأبيض المتوسط، كما تم العثور على قطع من السيراميك القديمة من نفس المنطقة.
ومن المتوقع أن تكون المواد التي استخدمت لبناء الأهرامات قد تم نقلها عبر نهر النيل إلى هذا الميناء ومن ثم تم تفريغها. فعلى سبيل المثال تم العثور على عدد كبير من الغرانيت الذي نقل من أسوان- وهي مدينة تقع على الحدود الجنوبية لمصر القديمة.
وبطبيعة الحال أينما وجد الميناء لابد وأن يكون هناك بحارة. فقد عثر علماء الآثار على أطلال لمبنى طويل واضح المعالم في منطقة أخرى من أرض المدينة المفقودة. ربما كان هذا المبنى يستخدم من قبل زوار الميناء، في حين أن العلماء اعتقدوا بأنه مجرد ثكنة كانت بمثابة منزول للرحالة من بلاد الشام أو أنها ثكنة لقوات حرس الفرعون وأسرته.
يقدر طول المبنى بنحو 35 متراً وارتفاعه 7 أمتار ويتكون من ثلاثة طوابق يستوعب كل منه نحو 40 شخصاً. ويفترض أن هذا المكان لم يكن مجرد ثكنة لعمال عاديين وإنما مكان راحة لطواقم السفن.
وفي عام 2012 عثر الباحثون في "المدينة المفقودة" على ورك مكسور لفرس نهر، علماً أن هذه الحيوانات في عهد مصر القديمة غالباً ما كانت تقضي على المحاصيل، وبالتالي أصبح صيدها طقس من الطقوس العسكرية الإجبارية، مع الإشارة إلى أن لحوم فرس النهر كانت تقدم كطعام شهي على مائدة الأسرة الحاكمة. ولهذا فإن هذا الاكتشاف يؤكد نظرية أن الثكنات كانت مخصصة للجنود من قوات حرس الفرعون.
وقد أفاد ممثلو جمعية أبحاث مصر القديمة بأن الحجم الإجمالي للمدينة القديمة يمكن مقارنته مع حجم عشر ملاعب كرة قدم. وبحسب رأيهم فإن عملية تطوير هذا المجمع الحضري حدث بسرعة واستغرق 35-50 عاماً وكان في عهد خفرع ومنقرع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق