على بعد 45 كيلو متراً تقريباً عن شواطئ جازان نحو الغرب، بقيت جزر فرسان ملاذاً
لطالبي الاستجمام والترويح عن النفس لكثير من سكان المنطقة، فضلاً عن الزوار من
المدن المجاورة والسياح من مختلف مدن السعودية، لا سيما في إجازة نهاية الأسبوع.
ولعل الهدوء والهواء العليل والصحي أبرز ما يجذب الزوار إلى جزر فرسان المكونة من
250 جزيرة، تشكل أرخبيلاً يمتد من شمال منطقة جازان إلى جنوبها.
هاني برهان أحد
زوار الجزيرة الذين يستمتعون برياضة الغوص في شواطئ الجزيرة لوجود مواقع صافية
ونقية على حد وصفه لـ "الحياة" تمكنه من قضاء وقت ممتع برفقة عائلته أو مع أصدقائه،
مشيراً إلى أنه يفضل الغوص في آخر برنامجه لرحلته اليومية، بعد أن يقومون بزيارة
بعض المواقع الأثرية والسياحية في الجزيرة.
أما السائح محمد الغامدي الذي يقصد
الجزر بشكل منتظم فيهوى الغوص أيضا، مشيراً إلى أنه تعلم الغوص في أستراليا بينما
كان يكمل دراسته، ويقول: "اعتدت الغوص بجانب عدد من الرياضات المائية، وبعد إكمال
دراستي لم أجد بديلاً في المنطقة أفضل من الغوص في جزر فرسان".
ويروي أحد سكان
الجزر علي يعقوب أن الكثير من السياح من المنطقة وخارجها يقومون بترتيب برامجهم
السياحية فور وصولهم، إذ يفضل البعض التسوق في أسواق الجزيرة والبعض الآخر يتجهون
إلى مرسى القوارب ليستقلوا مركباً ويتجهون إلى بعض الجزر القريبة للاستمتاع
بالحضارات الأثرية فيها، فيما يقوم البعض منهم بالذهاب إلى الشواطئ الرملية ويقومون
بالسباحة بجانب ممارسة صيد الأسماك.
ويضيف: "الزوار في كل الحالات يلتقطون صوراً تذكارية للمناظر التي تشدهم، بخاصة
التدرجات اللونية من الشواطئ الصفراء إلى الشعوب المرجانية ذات اللون الأخضر الفاتح
إلى لون البحر الأزرق الداكن مع لون السماء الزرقاء والسحب التي تجتذب الكثير من
الفوتوغرافيين لتلك المواقع لتصويرها".
وفي حين يتفق كثيرون على جمال جزر فرسان
وشواطئها الخلابة إلا أن صعوبة المواصلات تمثل تحدياً للزوار، وذلك لوجود عبارتين
فقط، وهو عدد لا يكفي العدد الكبير للزوار، لذا يأمل الزوار في إيجاد طرق أخرى،
وتسيير رحلات متواصلة تضمن لهم التنقل بسهولة للوصول إلى مدينة جازان لقضاء حاجاتهم
اليومية.
وتعتبر جزيرة فرسان منطقة سياحية بامتياز، لما تحظى به من طبيعة خلابة
ومسطحات من الأحجار الجيرية الشعابية التي لا ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 20 متراً
في المتوسط، وولدت جزيرة فرسان نتيجة لوجود كتل هائلة من الملح المايوسيني المندفع
إلى أعلى مكوناً قباباً ملحية صخرية قامت برفع ما عليها من الترسبات الكلسية
التابعة للزمن الثالث.
ويقول الدكتور عبدالله الدباغ أحد أساتذة الجيولوجيا في
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران: "إن العمر الجيولوجي لجزر فرسان عمر
حديث يراوح بين 3 ملايين و3 ملايين و500 ألف عام تقريباً، بينما يصل عمر منطقة
جازان وسلسلة الجبال الموجودة بها إلى 3 ملايين عام"، ويضيف بأن 3 ملايين أو 3
ملايين ونصف المليون يعتبر عمراً حديثاً جيولوجياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق