تشبه قصة فيكتور بوت إلى حد كبير قصص أفلام أمراء الحروب التي
تتناولها السينما الأمريكية. فالطيار الحربي السابق في الجيش السوفياتي نقل يوم
الأربعاء 17-11-2010 على متن طائرة خاصة أمريكية من تايلاند
إلى الولايات المتحدة، بعد سنتين ونصف السنة من المتابعة القضائية. وتعتبر واشنطن
هذا الرجل الروسي الجنسية والبالغ من العمر 43 عاما "من أنشط مهربي السلاح في
العالم" وتتهمه الإدارة الأمريكية "بالتعاون مع منظمة إرهابية"، تهمة تصل عقوبتها
إلى السجن مدى الحياة. وكان مهرب السلاح المفترض ألقي عليه القبض في بانكوك في
مارس/آذار 2008 بعملية مشتركة بين الأمن التايلندي وعناصر من المخابرات الأمريكية
الذين أقنعوا بوت بأنهم يتحركون باسم القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك"
ويريدون شراء الأسلحة، فوقع الطيار الروسي السابق في الفخ وزج به في سجن محصن في
تايلاند.الجدير بالذكر أن فيكتور بوت نقص 30 كيلوجرام من وزنه في سجن تايلاند.
صاحب أكبر أسطول طائرات خاصة في العالم:
ولد فيكتور بوت في
العام 1967 في طاجيكستان، درس في المعهد العسكري للغات الأجنبية واستفاد هذا الرجل
الذي يتقن أكثر من لغة أجنبية والذي خدم في جهاز المخابرات السوفياتي الذائع الصيت
"كي جي بي" من انهيار المعسكر الاشتراكي في بداية تسعينات القرن الماضي ووضع يده
على أسطول من طائرات الشحن وعلى مخازن أسلحة سوفياتية الصنع. وبحسب صحيفة "نيويورك
تايمز" كان بوت يسيطر في نهاية تسعينات القرن الماضي على أكبر أسطول طائرات خاصة،
استغلها لنقل وتهريب مختلف أنواع الأسلحة من بندقية كلاشنيكوف إلى قاذفات الصواريخ
"أر بي جي" مرورا بمئات الأطنان من الذخائر وحتى الدبابات والمروحيات الحربية التي
كان أسطوله ينقلها إلى دول في آسيا وفي أمريكا الجنوبية، وخصوصا إلى الدول
الأفريقية التي يحظر تصدير السلاح إليها.
خمسة جوازات سفر مختلفة وسبعة أسماء مستعارة:
ويشير تقرير للأمم المتحدة إلى أن فيكتور بوت "يحمل خمسة جوازات سفر
مختلفة، ويستعمل سبعة أسماء مستعارة" إضافة إلى "دور لا يستهان به لعبه في النزاعات
المسلحة في سيراليون وليبيريا وأنغولا ورواندا والصومال وفي جمهورية الكونغو
الديمقراطية" ما منحه لقب "تاجر الموت". فعلى سبيل المثال يشتبه بأن بوت نظم عبر
شركات طيرانه 38 رحلة جوية غير شرعية إلى أفريقيا، نقل خلالها السلاح إلى متمردي
"الاتحاد الوطني للاستقلال" التام لأنغولا "آنيتا" ولعدوها أيضا حكومة
لواندا.
واعتمد "تاجر الموت" نفس السيناريو في أفغانستان فكان يبيع السلاح لقوات أحمد شاه
مسعود ولأعدائها في حركة طالبان في نفس الوقت. وبالرغم من ذلك لم تتردد الإدارة
الأمريكية في طلب خدماته لنقل العتاد إلى قواتها وقوات التحالف في العراق في العام
2004. ويقال أيضا إن طائراته نقلت جنودا فرنسيين إلى رواندا وساعدت في انتشار
"القبعات الزرق" في تيمور الشرقية.
ولاحقاً تم الحكم عليه بالسجن 25 عاماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق