الاثنين، 24 فبراير 2014

"جاك الوثاب" هل هو حقيقة أم إسطورة !!!


” جاك الوثاب .. رعب لندن ” هو اسم أحد أشهر المسرحيات التي ظهرت إلى الوجود عام 1840 في لندن، وكانت لـ (جون هاينز) وتحكي عن رجل عانى من خيانة حبيبته له، فتحول إلى رجل خارج على القانون، يهاجم النساء في الشوارع ويقوم بإيذائهن بطرق مختلفة.

هذه هي الرواية التي رآها الناس وعرفوها، والكثير منهم يعرف أصل الرواية ولماذا قام مخرج الرواية بإخراجها بهذا الشكل، حتى يحاول إبعاد ذهن الناس عن (جاك الوثاب) الحقيقي.
(جاك الوثاب) هو شخصية حقيقية حار الكثيرين في تفسير كينونتها، وطبيعتها، فهي توصيف لشخصية ظهرت في العهد الفيكتوري وأثارت رعباً كبيراً في اسكتلندا وبعض ضواحي لندن، وهي تمثل شخصاً نحيفاً طويل القامة، له أطراف كالمخالب يقفز بسرعة رهيبة بين الناس مثيراً أكبر قدر من الفزع.
عيناه تشبه كرتين من النار، وحركاته مثيرة مخيفة، ولا يوجد تسجيل محدد لتعرضه للبشر بالإيذاء إلا في أضيق الحدود، ويبدو كما لو كان من مبالغات الناس عنه وليس حقيقة، وكان أول مرة شوهد فيها في لندن كانت عام 1837 من قبل رجل أعمال كان عائداً إلى منزله، فشاهده يقفز بسهولة ويسر من فوق أسوار المقبرة، ثم يهبط بمرونة ويختفي من أمامه تماماً.
بعد هذا تعددت مشاهدات الرجل الوثاب هذا في أماكن كثيرة، وكان أكثر ما يميزه هو مهاجمته للنساء، وتعرضه لهن بالتقبيل في الوجه، كما يقوم بتمزيق ملابسهن بمخالبه الحادة ويترك آثاراً على أجسادهن، يُقال أنها لا تُمحى أبداً، بسبب حالة الرعب الشديدة التي يتركها بفعله هذا، كما أنه يقوم بالقفز أمام العربات و الجياد مسبباً حالة شديدة من الذعر للجياد، فتنحرف عن مسارها وتسبب الكثير من الإيذاء لمن في العربة سواء أكان ذلك الإيذاء بدني أو نفسي.
تُعد فترة النصف الثاني من القرن الثامن عشر هي أشد الفترات التي سُجلت فيها مشاهدات لـ (جاك الوثاب) في لندن، حيث رآه الكثير من الناس، وقام بالتعرض للكثير من النساء، ولكن كل هذا لا يُعد شيئاً بجانب ما فعله في ليفربول.
حادثة كنيسة ليفربول
نحن الآن في العام 1904 والمكان هو كنيسة القديس فرانسيس خافيير، والتجمع البشري كان كبيراً وكان هناك الكثير من الناس في أحد أيام الآحاد حيث الشعائر الدينية، حتى ظهر (جاك الوثاب) فجأة أمام الجميع فوق السقف الخشبي للكنيسة، وفزع الناس حينما رأوه، غير أن شريحة كبيرة من الناس لاحقوه واتبعوه بغية القبض عليه أو القضاء عليه، وبالفعل لحقوا به، وكادوا يلقون القبض عليه، ولكنه باغتهم بحركاته السريعة وقام بالقفز من فوق السطح الخشبي على الأرض، وهرب منهم سريعاً، فحاولوا اللحاق به ولكنه غلبهم بسرعته في الوثب.


وتُعد حادثة كنيسة ليفربول هي الأوقع والأشد أثراً في تاريخ أسطورة (جاك الوثاب)، ومنذ هذا الحادث وتم تسجيل العديد من المشاهدات له من قبل أناس آخرين، حتى بدأت الأسطورة في الإنحسار رويداً رويداً حتى اختفت.
التفسيرات المحتملة
كالعادة وحينما يستغلق أمر ما بالغموض على الناس، يبدأ العلماء في وضع الفرضيات والتفسيرات للأمر بكل الصور الممكنة ودعم هذه التفاسير بالأدلة التي يرونها مرتبطة – أكثر ما ترتبط – بتفسيرهم، ولكن كل هذه الاجتهادات بلا دليل واحد.
فمن ما قالوه عن (جاك الوثاب) أن مشاهداته هذه ما هي إلا هلوسة جماعية، لبعض الناس، وهستريا تناقل الأخبار بين الناس ووضع التوابل على الخبر، فما قاله أول رائي ليس كما سمع آخر شخص، فالأمر تناقله الكثير من الناس، بين شخص عادي ينقل الحقائق، وبين شخص مبالغ بطبعه يبحث عن إضافة بعض الإثارة على روايته.
لذلك فالروايات التي رُويت عنه يرى الكثير من العلماء أنها تحوي الكثير من المبالغة والتهويل، وأن الأمر لا يعدو عن كونه شخص عادي بقدرات رياضة عالية قام ببعض الحركات المبهرة التي هول الناس من شأنها.
تفسير آخر يرى أن هذه الأحداث والروايات مكذوبة بالكلية وأن ما يحدث مجرد رهان أو تحد قام به أحد النبلاء مع صديقه لإثبات نظرية ما، فقام بدعم شخص للقيام بمثل هذه الممارسات المرعبة، وحامت الشبهات حول مركيز بلدة ووتر فورد، ولكن العجيب في الأمر هو استمرار المشاهدات حتى بعد موت هذا المركيز.
تفسير آخر يرى أن (جاك الوثاب) ليس سوى كائناً فضائياً أتت به الظروف إلى الأرض وأنه حاول التعايش مع الموجودات، وما محاولات ظهوره هذه إلا محاولة لقياس رد فعل الناس من رؤيته، ولكن مع الفزع الذي انتشر، فضل هذا الكائن العزلة حتى مات، والدليل على هذا أنه لم يعد له ذكر أو مشاهدات الآن.
نالت شخصية (جاك الوثاب) شعبية عالية بين الناس وفي الأدب الإنجليزي وتم بناءاً عليها المسرحية التي تحمل عنوان هذا المقال، ولم يتم نسيانه بسهولة.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق