لويزة ملكة القلوب
لويزة ملكة بروسيا كانت امرأة أسطورية ذات شخصية قوية إلى حد أنها واجهت نابليون مباشرة. ويقام في برلين معرض كبير بمناسبة مضي قرنين على رحيلها، يسلط الضوء على أبرز محطات حياتها والملامح التي ميزتها عن معاصريها من النساء. تبدو الملكة لويزة على الإعلان الخاص بالمعرض امرأة جميلة ناعمة شقراء ذات شعر أجعد، ترتدي فستاناً فاخراً، وقد زادت قطع الحلي التي تتزين بها من جمالها وسحرها. لويزة كانت امرأة عرفت كيف توفق بين واجباتها كملكة وزوجة وأم في نفس الوقت، كما يقول هارتموت دورغيرلو مدير مؤسسة القصور والحدائق البروسية، وبذلك تكون قد أعطت مفهوماً وصورة جديدة لدور الملكة الذي كان سائداً في عصرها.
توفيت الملكة لويزة قبل مائتي عام في التاسع عشر من يوليو/ تموز 1810 وهي مازالت شابة في الرابعة والثلاثين من عمرها بعد إصابتها بمرض التهاب الرئة. واتخذت مؤسسة القصور والحدائق البروسية من ذكرى وفاتها مناسبة لإقامة ثلاثة معارض كبيرة على مدار العام الحالي إحياءً لذكراها في قصر شارلوتينبورغ في برلين. وتتميز لويزة بشعبية كبيرة وتحولت مع الزمن إلى أسطورة؛ والسبب في ذلك هو اندماج الحب والواجب لديها مع بعضهما البعض كما يوضح رودولف شارمان المشرف على المعرض.
لقد تم ترتيب زواج الفتاة الشابة لويزة من ولي عهد بروسيا فريدريش فيلهلم من قبل أسرتيهما، وكانت طريقة الزواج هذه معتادة في تلك الفترة. أما التفاهم والحب الذي نشأ فيما بعد بين الزوجين لويزة وفريدريش فكان محض صدفة. كما أنهما وثقا يبعضهما البعض منذ اليوم الأول من زواجهما، وأمضيا وقتاً طويلاً مع أطفالهما وعاشا حياة زوجية ملؤها الحب والحنان، أصبحت مثالاً يحتذى في الأوساط المخملية.
فيلهلم الثالث ملك روسيا وزوجته الملكة لويزة
لويزة من أجل الجميع:
"كل واحد كان يجد ضالته عند لويزة، سواء أكان يبحث عن أم حنون أو فتاة شابة جميلة في صالة البالية في برلين" حسب رأي أندريه شميتس سكرتير الشؤون الثقافية في ولاية برلين. كما وأنها كانت سيدة جريئة، ففي عام 1807 جابهت نابليون وتحدثت معه مباشرة بجرأة وصراحة في محاولة منها لمنع انهيار الإمبراطورية البروسية التي كان نابليون قد احتل نصفها آنذاك، ولكنها لم تفلح في مسعاها. وفي الحقيقة كانت لويزة حسب رأي هارتموت دورغيرلو مدير مؤسسة القصور والحدائق البروسية، "سيدة شجاعة غير عادية تقرر مصيرها بنفسها، سيدة رائدة ومثالاً يحتذى".
رغم قوة شخصية لويزة وقيامها بكل واجباتها كملكة وأم وزوجة، فإنها لم تنس أبداً العناية بشكلها وكانت دائمة الأناقة؛ وهذا ما يتضح من خلال المنحوتات واللوحات والبورتريهات التي رسمها كبار فناني عصرها وعلى رأسهم الرسام والنحات البروسي يوحنا غوتفريد شادو، بل وحتى بعد وفاتها ألهم جمالها وسحرها الكثير من الفنانين للإبداع في رسمها. لقد كانت أسطورة، كما يقول هارتموت دورغيرلو: "لقد تجلى ذلك واضحاً بعد وفاتها، سواء من قبل العائلة المالكة أو من قبل أتباعها، حيث أراد كل طرف ولأهداف ومصالح مختلفة أن يستغلها لنفسه" بل إن الأمر استمر كذلك حتى القرن العشرين حيث أساءت النازية إليها باستغلال قوة شخصيتها وصمودها وثباتها لأغراضها الخاصة.
تماثيل نصفية للملكة لويزة في معرض شارلتوتينبروغ في برلين لاحياء الذكرى المائتين لرحيلها
أسطورة لويزة:
في البداية تم تحويل لويزة إلى أسطورة كأم لأول قيصر ألماني باعتبارها مؤسسة الإمبراطورية. واستغلت المملكة البروسية الضعيفة آنذاك موت لويزة المبكر لاستعراض قوتها من خلال السير بنعش الملكة الراحلة عبر شوارع برلين وقرع أجراس الكنائس، وخيم الحزن على كل المواطنين كما حصل عند وفاة الأميرة ديانا قبل سنوات قليلة من الآن. ويضم المعرض المقام في قصر شارلوتينبورغ في برلين لإحياء الذكرى المائتين لوفاة الملكة لويزة لوحات وتماثيل نصفية لها إلى جانب رسائلها وصورها. ولكن الإعلان الخاص بالمعرض تم تصميمه بشكل معاصر وحديث إذ كتب عليه: "الأم العاملة"، "ضحية الموضة"، "فتاة الانترنت".
الملكة لويزة ايقونة السحر والجمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق