يستخدم الأشخاص في جميع أنحاء العالم إما زيوت السيرم، أو الجِلّ أو الزيوت
الطبيعية لتصفيف الشعر، ولكن الوضع في إثيوبيا مختلف، حيث تستخدم أغلب القبائل
الزبد في تصفيف شعورها.
ونشرت صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية تقريرًا ترجمته
'عاجل'، جاء به أن قبيلة 'عفر' في إثيوبيا اشتهرت بتغطية شعور أبنائها بالزبد، لعمل
تسريحات شعر بعينها.
كما ورد بتقرير الصحيفة، الذي أرفقته بالصور، أن قبيلة
العفر ليست الوحيدة التي تستخدم منتجات الألبان في تصفيف شعورها، وإنما تشترك معها
قبيلتا بوفانا وهامر.
ويقوم الأفراد في القبيلة بإذابة الزبد حتى تصبح
سائلة، قبل أن يسكبوها على شعورهم ويتركوها كي تجف.
يُشار إلى أن أصول قبيلة
العفر تعود إلى همدان باليمن، فقد نزحوا من اليمن إلى القرن الإفريقي منذ أكثر من
4000 سنة واستقروا في إريتريا، وإثيوبيا، وجيبوتي، وكانوا يدينون بالوثنية قبل
الإسلام، ثم أصبحوا جميعا من المسلمين بعد مجيء الإسلام، فكانوا هم أول من آمنوا،
والهجرة الأولى لهم كانت إلى الحبشة فدخلوا وكان قائدهم جعفر الطيار عبر الإقليم
العفري بساحل البحر الأحمر.
وكتب عنهم من قبل، العلامة الأمير شكيب أرسلان في
كتابه 'مسلمو الحبشة'، كما كتب عنهم أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المقريزي في
كتابه 'الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام'، وكان للعفر سلطنات وإمارات
تحكم قبائل العفر المترامية الأطراف، وكانت هذه الإمارات مستقلة استقلالًا تامًا عن
الحبشة حتى أن بعض الدول الأجنبية والعربية كانت تعقد معهم الاتفاقيات المباشرة
بينها وبين هؤلاء السلاطين، مثل مصر والسودان واليمن إلا أن هذه الاتفاقيات
والتاريخ فقدت من يدونها كغيرهم من شعوب هذه المنطقة.
ورغم أن بعض
العفارية هاجروا إلى المدن واعتمدوا أسلوب الحياة الحضرية، فإن غالبية قبيلة عفار
ظلت من الرعاة الرُحَّل، الذين يرعون الإبل والماعز والأغنام والماشية في الصحراء،
خلال موسم الجفاف، وتمثل الجمال أكثر وسائل النقل لديهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق