قبيلة الزولو أحد الشعوب الرئيسية الناطقة بلغة البانتو في قارة إفريقيا. ويعيش
نحو سبعة ملايين نسمة من قبيلة الزولو في إقليم كوازولو – ناتال الواقع في جمهورية
جنوب إفريقيا. وتعد قبيلة الزولو أكبر الجماعات اللغوية في جنوب إفريقيا. ويعيش
أغلبها في المناطق الحضرية. وقد عاشت هذه القبيلة في فترة التفرقة العنصرية في
كوازولو أي (بلاد الزولو) وهي الوطن القومي الذي خصصته لهم حكومة جنوب إفريقيا
العنصرية السابقة. حيث أخضعت الحكومة قبيلة الزولو والسود في جنوب إفريقيا لسياسة
التفرقة العنصرية .
وفي مطلع
القرن التاسع عشر الميلادي، كان هناك ملك من الزولو اسمه ” شاكا ” قاد بلاده إلى
سلسلة من الفتوحات العسكرية. وفي عام 1838م، اصطدمت قبيلة الزولو مع المستعمرين
الهولنديين الغزاة الذين أُطلق عليهم لفظ البوير .وبقيت قبيلة الزولو مستقلة حتى
استعمرها البريطانيون عام 1879م.
وقبل الاستعمار البريطاني، كان أفراد
قبيلة الزولو فلاحين وعمال في صناعة الحديد وجنودًا ورعاة أبقار، وكانوا يعيشون في
بيوت مخروطية الشكل مصنوعة بطريقة جميلة من القصب والقش، وكانوا يصفون تلك البيوت
في دوائر ليشكلوا منها القرى، كما كان لهم ملك ذو سطوة ونفوذ وجيش منظم تنظيمًا
جيدًا.
اعتاد الزولو على تعدد الزوجات باعتباره أحد تقاليدهم المتوارثة،
وهو ما يقضي بزواج الرجل الواحد من أكثر من زوجة في الوقت نفسه. وتتكون الأسرة
التقليدية من رجل وزوجاته وأطفاله غير المتزوجين وأولاده المتزوجين وزوجاتهم
وأولادهم. وفي المناطق الحضرية، بدأت عادة تعدُّد الزوجات في التلاشي والاضمحلال،
وصارت أغلب العائلات تتكون من عدد صغير جدًا من
الأفراد.
يعيش
الزولو حياة قبلية حلوة الملامح تمثل الأسرة فيها الكيان الأساسي حيث يعلمون
فتيانهم منذ الصغر احترام من هم أكبر منهم سنا ، يفرق الصغار منذ سن السابعة بعد
احتفال تثقب فيه فتحة في الأذن وتوضع حلقة ذهبية كبيرة بها، فيذهب الفتيان لمساعدة
آبائهم ورجال القبيلة في رعي الأبقار والماعز وعندما يشتد عودهم قليلا يصبحون
مسؤولين عن حلب الأبقار والعناية بمشتقاتها وطوال تلك الفترة يتلقون دروسا قصصية عن
بطولات القبيلة وعاداتها .
وعند سن الرابعة عشرة يفصل الفتيان من أسرهم
ويزج بهم في كتائب المحاربين حيث يخضعون تدريبات قاسية تجعلهم مؤهلين لمواجهة
الحياة، وعندما يتزوج فتى الزولو يفرض عليه حلق شعره إلا خصلة مضفرة في وسط الرأس
عليها قرص معدني يميزه عن الأعزب من الرجال.
الفتيات عند سن السابعة
يساعدن في تنظيف الخيام وجلب مياه الشرب ومساعدة الأمهات في طهي الطعام ويتعلمن حرف
الجدات مثل صناعة السلاسل والحقائب من القش حيث يعتبر الزولو من أمهر الحرفيين
الأفارقة في هذا الفن.
وتمتاز قبائل الزولو بعادات عجيبة وغريبة ، ومن هذه العادات أن الفتاة تتزوج عند
سن 14 سنة.
وعندما تحمل المرأة عند الزولو يجب أن ترتدي قطعة من جلد
الأيائل ” الغزلان” شرط أن يصطاده زوجها بنفسه ويقوم حماها بإعداده ودبغه ولفه بعقد
من النحاس يفك منه بعد ولادة الطفل ويعتقدون أن ذلك يجلب القوة والثروة للطفل
القادم.!!!
يسمح الزولو بتعدد الزوجات، ويدفع الرجل ما يشبه التعويض أو
مهرا لوالد عروسه عبارة عن أبقار عند خروج الفتاة من بيت أهلها. ومن الجهل الذي
تعيشه القبيلة ممارساتهم الخاطئة والمتمثلة أنه في حال عقم المرأة وعدم تمكنها من
الإنجاب ترسل شقيقتها لإنجاب طفل للرجل ثم تعود بعدها لوالديها
تجتمع
القبيلة على احتفال الزواج في الليالي المكتملة القمر لأن ضعف ضوء القمر يجلب الفأل
السيئ ويسير العريس وأهله في وسط راقص وصاخب لبيت العروس ولا يحضر والدا العروس
احتفال الزواج بل أصدقاء العروس وهم يحملون أغراضها الخاصة على رأسهم ويجب أن تحضر
العروس هدية لحماها، تبارك ساحرة القبيلة الزواج في طقوس
خاصة.
ويمتاز
أبناء قبائل الزولو بشراستهم في القتال والحرب حيث يرتدي فرسان القبيلة تنورات من
جلود الحيوانات التي يصيدونها وغالبا ما تكون من جلد الفهد ودرعا من المعدن المكسو
بجلد القطط المتوحشة أو الأبقار وغطاء رأس ذو ذيل معدني.
وللألوان مغزى
هام في حياة الزولو فاللون الأحمر يعني القوة ودفء المشاعر وانتظار الحبيب والأزرق
يعني الولاء وتوارد الخواطر مع الحبيب والأبيض النقاء والأسود الاستعداد للبس تنورة
الزواج السوداء والغضب والأخضر للشباب والوردي للبساطة والهدوء والفقر.
و
على الرغم من كون قبائل الزولو اعتادت على الإيمان بالتوحيد ولديهم الكثير من
العادات والتقاليد التي تتوافق إلى حد كبير مع الديانات السماوية غير أنهم كانوا
غارقين في اعتقادات وهمية منها إيمانهم بوجود أرواح وغالبا ما تأتي من أمواتهم
وتهيم في الغابة التي كانوا يتقون شرها ويصورونها على أنها مخلوقات ضخمة كثيفة
الشعر تقتل من لا يقدم لها القرابين!!!.
وبخلاف ما هو شائع عن قبائل
الزولو فان من عاداتهم الحميدة احترام الضيف إلى حد بعيد حيث ينظرون إلى السائح
والزائر والضيف نظرة احترام وتوقير غير أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة للغاية لدى
الكثير من أبناء القبائل دفعتهم للتفكير في مجال السلب والنهب والجنوح إلى
العنف.
وتتحاكم قبائل الزولو إلى الآن بنظام ملكي وعندهم طاعة عمياء
لأمرائهم حيث يتمتع الأمراء والملوك بنفوذ واسع ومطلق إلى حد كبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق