الثلاثاء، 11 فبراير 2014

سر الحب الأسطوري للعالم أينشتاين


قام العالم الفيزيائي الكبير ألبرت أينشتاين باكتشاف منذ 56 عاماً، والحديث هنا لا يدور حول اكتشاف علمي فيزيائي أو رياضي وإنما الحديث يدور عن اكتشاف حب حقيقي، حيث استولت الساحرة مارغريت زوجة النحات السوفيتي الشهير سيرغي كونيونكوف على قلب العالم الكبير ألبرت.

وعن هذه الرواية الجميلة جرى الحديث مؤخراً عندما أقيم مزاد علني "سوتبيس" لبيع الأرشيف الشخصي لعائلة كونيونكوف. ومن بين الوثائق الأخرى التي عرضت للبيع كان هناك بعض الرسائل التي أرسلها أينشتاين إلى حبيبته في موسكو.
تزوجت مارغريت كونيونكوفا من سيرغي الذي يكبرها سناً بكثير عام 1922، وفي العام التالي أي في 1923 غادرا الاتحاد السوفيتي إلى الولايات المتحدة للمشاركة في معرض للفن الروسي والسوفيتي. وقد كان من المفترض أن تستمر الرحلة بضعة أشهر فقط، لكنها استمر لفترة طويلة دامت 22 عاماً، والسؤال الذي يطرحه الكثير من المؤرخين لماذا استغرقت رحلة أسرة كونيونكوف كل هذه المدة؟ فهذه العائلة لم تكن ضمن أعداء السلطة السوفيتية، علاوة على ذلك أنهما عندما عادا إلى موسكو عام 1945 أمر الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين شخصياً أن تكون تحت خدمتهم سفينة وذلك من أجل أن يتمكن النحات الشهير سيرغي من جلب جميع منحوتاته من أمريكا. علاوة على ذلك تم منح الزوجان منزلاً مناسباً و صالة كبيرة للنحت، لذا بدأ الكثيرون يتحدثون عن أن هذا كله يشبه باحتفاء الدولة السوفيتية بعودة عميلين بعد تنفيذ مهمة كبيرة. هذه الفرضية تم الحديث عنها أول مرة من قبل أول عميل الاستخبارات السوفيتية الجنرال بافل سودوبلاتوف عام 1995، والذي أشار بأن مارغريت كونيونكوفا كانت عميلاً للاستخبارات السوفيتية مع الإشارة إلى أنه لا يوجد حتى الآن ما يؤكد أو يدحض هذه المعلومات.
سحرت مارغريت كونيونكوفا خلال حياتها الكثير من الرجال ومن بينهم الموسيقار الكبير رحمانينوف والمغني شاليابين والفنان فروبل، وهؤلاء ليسوا القائمة الكاملة من المعجبين. فمنذ وصولها إلى أمريكا أصبحت كونيونكوفا ترتدي الملابس الفاخرة وتشتري المجوهرات الثمينة، وباتت هذه اللبوة الروسية تشرق بين المجتمع المخملي الأمريكي، وكان من السهل عليها التعرف على النخبة وأصحاب النفوذ.
وقع أول لقاء بين مارغريت وأينشتاين عام 1935 عندما حصل النحات سيرغي كونيونكوف على طلب من أجل نحت تمثال نصفي من البرونز للعالم الشهير. وهنا كان على أينشتاين أن يحضر من أجل جلسة نحت تمثاله من البرونز. وفي هذا الإطار كتبت مارغريت في مذكراته أن العالم الفيزيائي كان وقتها رجلاً متواضعاً وفي كثير من الأحيان مازحاً بأنه أصبح مشهوراً فقط بسبب شعره الكثيف. بالطبع لقد سحرت مارغريت العالم الفيزيائي بجمالها منذ اللقاء الأول ومنذ ذلك الحين بدأ يلتقيا بشكل مستمر. وفي يوم من الأيام توسل العالم لطبيب عائلة كونيونكوف من أجل أن يتحدث لسيرغي عن مرض خطير أصاب زوجته وهي بحاجة ماسة للراحة والاستجمام. وعلى الفور سارع الزوج لإرسال مارغريت إلى منتجع للاستجمام والعلاج في آن واحد. بالطبع سيكون حديثنا عن وجود العالم الفيزيائي في نفس المنتجع أمر بديهي، حيث أقضى الحبيبان أوقاتاً لا تنسى.
لابد من القول هنا أن الكثيرين كانوا على علم بالعلاقة الرومانسية التي كانت تربط ألبرت ومارغريت، لكن الزوج المخدوع كان آخر من يعلم، حتى أنه عندما أصبحت هذه الحقيقة واضحة كعين الشمس لم يتمكن سيرغي من منع لقاء العاشقان، وذلك لأن مارغريت كانت امرأة مستقلة وتتصرف حسب رغباتها وشهواتها، وما كان على النحات الفقير إلا أن يقبل بذلك. ومع ذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار فرضية أنها كانت عميلة لصالح الاستخبارات السوفيتية فإننا يمكن أن نفترض بأن الزوجة همست في أذن زوجها ولمحت له بضرورة إنشاء علاقة مع إينشتاين وذلك تنفيذاً لأوامر الحكومة السوفيتية.
وفي صيف عام 1945 عاد الزوجان إلى وطنهم، وقبل أن تغادر اللبوة الروسية حصلت على هدية من حبيبها أينشتاين وهي عبارة عن ساعة من الذهب، والتي تم عرضها بعد نصف قرن من الزمن في مزاد علني "سوتبيس" جنباً إلى جنب مع أرشيف أسرة كونيونكوف.
لقد كانت الحبيبة في ذاكرة أينشتاين حتى في اللحظات الأخيرة من عمره، حيث كتب في عام 1946 قائلاً: "مارغريت الحبيبة! أجلس الآن أدخن بالغليون الذي أهديتني إياه، وفي الليل أكتب مستلقياً على السرير بقلم الرصاص الذي منحتني إياه". ويتابع في إحدى الرسائل قائلاً: "لم تظهر لدي أي مخلوقات أخرى من الإناث حولي، ولكن لا أشعر بالأسف" وفي رسالة أخرى كتب قائلاً: "لقد أصبح عشنا مهجوراً وفارغاً". استمرت هذه المراسلات لمدة 10 سنوات حتى بيع عام 1955 السنة التي توفي فيها العالم الفيزيائي الكبير ألبرت أينشتاين.
وفي عام 1971 توفي سيرغي كونيونكوف وبقيت مارغريت المريضة العجوز وحدها تماماً، وقضت تلك اللبوة الجميلة التي كانت تحظى باهتمام المشاهير آنذاك، آخر أيامها وحيدة إلى أن توفيت عام 1980.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق