الجمعة، 17 يناير 2014

هل ينجح البشر يوماً في «تعليق عملية» الموت؟


يبدو السؤال قديم قدم البشرية: هل يستطيع بنو آدم هزم الشيخوخة؟ الكثير من شركات الصيدلة التي تطور مراهم تحسين البشرة وعلاجها، تريد إقناعنا بذلك وهذا أمر بديهي. أما الجديد الآن فيتمثل في أنّ “غوغل” ترى أن الأمر ممكن بل وعلى الأرجح أن يتم قريبا. وأطلقت في شهر سبتمبر الماضي شركة طبية تحت اسم “كاليكو” متخصصة فقط في القضاء على الشيخوخة معتمدة على مقاربة ثورية وكذلك على مجمل الدراسات المتعلقة بإطالة العمر. وبعد أن كانت مجرد محرك بحث على الانترنت، باتت غوغل الآن شركة تكنولوجية تشارك في صنع أجزاء السيارات وكذلك هاتفها الخاص بل وإرسال بالونات عملاقة إلى الفضاء. والآن ها هي تطلق كاليكو والاسم اختصار للكلمات الإنجليزية التي تعني شركة كاليفورنيا للحياة، للبحث فقط في الشيخوخة وأمراضها مثل السرطان وألزهايمر وأمراض القلب. وقال مدير غوغل التنفيذي، وبالمناسبة هو شاب على الدوام، لاري بيج إنّ الأمراض والشيخوخة تؤثر في عائلاتنا وأخذا بعين الاعتبار البيوتكنولوجيا وأعتقد أنه بإمكاننا على المدى الطويل أن نحسّن من حياة الملايين.” لكن السؤال هو ما الذي تفعله الآن كاليكو بالضبط. وحاولت CNN مرارا وتكرارا الحصول على معلومات وإجراء حوارات مع مسؤولي غوغل حول هذا الموضوع، ولكن كانت تتلقى دائما اعتذارات لطيفة. وفي غياب أي معلومات حقيقية دقيقة، يرجح الملاحظون أنّ كاليكو ستعمل على التوصل إلى “بنك عملاق من المعلومات” تتعلق بالصحة من خلال سجلات المرضى بما يوفر حلولا علاجية للأمراض المستعصية. والمقاربة على الأرجح هي أن الأسلوب الأكثر فعالية لمقاومة الشيخوخة هو التركيز على الوقاية من الأمراض. لكن عمليا ما الذي يمكن فعله؟ علميا يطلق على هذا الأسلوب “كريونيكس” وهو عملية شبيهة بالتجميد حيث يتم إدخال الجسد وفي بعض الأحيان الرأس فقط، داخل ما يشبه البرميل المليء بسائل النتروجين للحفاظ عليه مثلما هو.


ثلاجة بشرية
 و لكن كيف تتم عملية التجميد؟…تقوم مراكز التجميد بوضع أجسام الاشخاص المتوفين تحت التجميد فيما يسمى بالاحياء المعلق، من خلال هذه العملية يتم امداد الجسم و المخ بالدم لمنحهم بعض الاكسجين لمساعدتهم على البقاء لفترة و يتم حقن الجسم بالهيبارين(مضاد للتجلط) لحين وضع الجسم فعليا تحت التجميد .و لكن هل يوضع الجسم تحت التجميد مباشرة؟؟..بالطبع لا لأن خلايا جسم الانسان تحتوى على كميات كبيرة من الماء الذى يتمدد تحت درجات الحرارة المنخفضة فيمكن ان يؤدى الى انفجارالخلايا لذلك لابد من النزع الماء أولا ثم يستبدل الماء بحقن الجسم بمادة الجليسرول التى تمنع تكون بلورات ثلجية عند درجات الحرارة المنخفضة داخل أعضاء الجسم و خلاياه.هنا يصبح الجسم جاهزا لبدء التجميد فعليا فيوضع الجسم فى سرير من الثلج الى ان تنخفض حرارته الى 130 درجة مئوية تحت الصفر ،بعد ذلك يدخل الجسم فى حاويات معدنية محاطة بالنيتروجين المسال عند 196 درجة مئوية تحت الصفر.


اسطوانات التجميد 
قام العلماء بتجارب لاجراء عمليات التجميد على فئران التجارب الحية لكنها بعد ازالة الجليد عنها، ماهى الا دقائق و ماتت فورا لعدم قدرة الخلايا الحية على تحمل البرد الشديد فتدمرت تماما كذلك فان هذا التحول المفاجئ فى نشاط الخلايا يسبب سرطانات سريعا ما تقضى على الخلية.من ناحية أخرى نجد أن عمليات التجميد حدثت فى الطبيعة اثر العصر الجليدى الذى مر به كوكب الارض منذ ألاف السنين مما ساعد على حفظ بعض الحيوانات المنقرضة فى الجليد فى ألاسكا ،حفز ذلك العلماء الى محاولات لاعادة بعض هذه الحيوانات الى الحياة عن طريقة استنساخها …و هو ما يقودنا الى استكمال سلسلة محاولات سعى الانسان وراء الخلود فعمليات التجميد التى نتحدث عنها غير قاصرة فقط على تجميد الجسم بالكامل لكن من العروض المتاحة أيضا هو وضع المخ فقط تحت التجميد على أمل أكتشاف طرق أكثر تقدما للقيام باستنساخ الجسم بأكمله فى المستقبل.هذا هو الحلم الذى يداعب خيال العلماء منذ اكتشاف الاستنساخ من ثم يقودهم الى التفكير ربما فى استنساخ العلماء و المشاهير لتخليدهم و استكمال مسيرتهم فى الحياة عن طريق نسخ لهم حتى بعد موتهم!!! .


عملية التجميد
والفكرة الأساسية هو الاحتفاظ بالجثة مثلما هي على أمل إعادة الحياة لها في المستقبل. وهناك ثلاثة من كبار العلماء في جامعة أوكسفورد “اشتروا” بوليصات للاحتفاظ بجثثهم بعد وفاتهم. وتتراوح البوليصة بين 28 ألفا و200 ألف دولار. ويعتقد علماء أنّ تقنية النانو ستسمح لتقنية التجميد بأن تصبح جزءا من حياتنا اليومية لاحقا. والهدف هو “تعليق عملية الوفاة” بأسرع ما يمكن مباشرة إثر إعلان الوفاة قانونا، بما يمنح الفرصة للأطباء لاحقا لتغيير الخلايا المتضررة أو حتى أعضاء كاملة باستخدام العلم والتكنولوجيا والحواسيب والنانو. وسبق لمنتخب فرنسا لكرة القدم أن أخضع لاعبيه المصابين أثناء نهائيات أمم أوروبا السابقة، وكذلك منتخب ويلز للرغبي، لنفس الأسلوب، وذلك بوضع اللاعب في ما يشبه البرميل بدرجة برودة تبلغ 160 درجة تحت الصفر لفترات خاطفة، لحمل الجروح والإصابات على التعافي. في عام 2012 نجح فريق طبي من جامعة نوتنغهام من ضمنهم الدكتور عزيز أبوبكر في اكتشاف أنواع من الديدان تنقسم على الأرجح إلى ما لا نهاية وللأبد وأنها تعالج نفسها بنفسها. ويقول عزيز أبوبكر إنه وعلى ما يبدو فإنّ ميزة هذه الديدان أنّ خلاياها لا تشيخ. ويضاف إلى ذلك الإنجاز الذي تحصل به ثلاثة علماء على جائزة نوبل والمتمثل في حماية الكروموسوم من الضرر ويعتقد علماء أنّ جمع الأسلوبين بإمكانه أن يوفر أسلوبا يمكنه هزم الشيخوخة. ويضاف إلى ذلك جميعا أن الكثير من الوفيات تحصل بسبب عجز عضو ما من الجسد فإذا أصبح من الممكن إنتاج عضوك الخاص بك وتغيير العضو الميت، فكيف سيكون الأمر؟ وفعلا فقد نجح العلماء في زرع كلية تم تصنيعها في مختبر في جسد فأر، وهو ما يفتح الأمل في حلّ معضلة النقص في المتبرعين بالأعضاء على مستوى العالم. وقد بدأ علماء في استخدام تقنية الأبعاد الثلاثة لصنع أعضاء بشرية وتبدو نتائجها المبدئية مبشرة. يعتقد الكثير من العلماء أنّ التمديد في أمل الحياة عبر تغيير الأعضاء البشرية يتطلب أيضا تركيزا أكثر من مجرد تغيير تلك الأعضاء. ويرى الكاتب الأمريكي ري كورزويل في كتاب “الفردانية” إنه في أفق 2020 ستكون تقنية النانو قادرة على علاج الأمراض. ويعتقد أن إدخال أجهزة حاسوب تكاد لا ترى عبر تقنية النانو يمكن أن تصلح حالة الحمض النووي الذي يعدّ السبب الرئيس وراء الشيخوخة. وفعلا فإنّ النانو بدأ يستخدم في علاج أنواع من السرطان. فهل تنجح غوغل في إيجاد حل للشيخوخة والموت؟؟… الزمن وحده كفيل بالرد.
وهنا فيديو توضيحي عن عملية تجميد البشر :






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق