الخميس، 17 أكتوبر 2013

حكاية روبن هود شيكاغو الذي دوخ الشرطة الأمريكية



 "مطلوب حياً أو ميتاً" ..."الشرطة تطارد روبن هود شيكاغو" ..."المافيا تساعد الشرطة في القبض عليه"...كلها لوحات تصدرت شوارع ولاية "شيكاغو" تتحدث عن لص خطير عرف في وقت كساد عاشته الولايات المتحدة.
إنه "جون ديلينجر"أشهر
لص مصارف في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ولعل شخصيته المثيرة للجدل جعلت الكثيرين يستوحون منها قصص وسيناريوهات فنية.يكاد يكون "جون" اللص الوحيد الذي كان له محبين وأشخاص يرون أنه لايستحق أبداً النهاية التي ألمّت به فهو اللص ذو القلب الطيب الذي كان يساعد الفقراء من خلال السرقة متشبهاً في ذلك بشخصية "روبن هود"،في حين يرى آخرون أنه لص إستغل الظروف الصعبة التي مرت بها بلده ليستبيح أموال الآخرين.
ولد "جون هيربرت ديلينجر" في يونيو عام 1903 في "أنديانا"ولقب بـ "الأرنب"لحركاته الرشيقة وقدرته على الهروب من الشرطة في كل مرة يقوم فيها بالسرقة دون أن يتمكن أحد من ملاحقته.كانت طفولة "ديلينجر" مرحة وكان طفلاً محبوباً ،وكان والده يمتلك محل بقالة صغيرا،توفيت والدته وهو لازال طفلاً صغيراً عمره ثلاث سنوات وعاش تحت رعاية شقيقته الكبرى .أراد والده أن يربيه تربية سليمة فكان تارة قاسياً معه وتارة أخرى حنوناً.
 لم يستكمل "ديلينجر" تعليمه فخرج من المدرسة في سن الـ 16 وكان السبب في ذلك رغبته في العمل وجمع مال وفير ،وعلى الرغم أن ذلك القرار لم يوافق عليه الأب إلاّ أن "ديلينجر" كان مصمماً ونفّذ ماأراد.
أنضم الى القوات البحرية إلاّ أنه تم طرده من الخدمة العسكرية بعد خمسة شهور فقط حيث انه لم يكن من نوعية الفتيان الذين يخضعون للأوامر.وعلى الرغم من عدم حصوله على فرصة عمل جيدة إلاّ انه تزوج وأنتقل مع زوجته ليعيشا في منزل والديها وهنا إستطاع أن يحصل على وظيفة في متجر للمفروشات.وبعدها بفترة قصيرة أرتكب أول سرقة له وعاونه شريك له يكبره في السن وكانت العملية عبارة عن مهاجمة محل بقالة وفشلت العملية وألقي القبض عليه وحكم بالسجن من 10 الى 15 سنة.ومن خلال عشرته لرفاق السجن تعلم منهم طرق سرقة البنوك وكيف يهرب من الشرطة ببراعة،وبعد سجنه بفترة بسيطة إستطاع "ديلينجر" الهروب ببساطة وخرج يتنقل من ولاية الى ولاية ويتفنن في سرقة البنوك دون أن يشعر أحد به أو بشركاءه وأزداد تعلق الناس به وحبهم لقيامه بتوزيع مايسرق وإعطاءه للفقراء حتى أن البعض لقبه بـ "روبن هود الحقيقي" الذي كان يسرق ليعطي للفقراء.وعلى الرغم من إنشغاله بعمله إلاّ أن ذلك لم يمنعه من الأهتمام بحياته الخاصة فأثناء وجوده في السجن أنفصل عن زوجته وكان ذلك بناءاً على رغبتها وبعد سطوع نجمه في عالم السرقة وقع في حب "إيفلين بيلي فريشيت"على الرغم من كثرة الفتيات من حوله وكان يثق بها ثقة عمياء.
في عام 1934 قتل ضابط شرطة على يد "ديلينجر"أثناء فراره بعد سرقته لبنك شرقي شيكاغو،وبعد مرور عشرة أيام ألقي القبض على رجال "ديلينجر" وقام هو بعدها بتسليم نفسه بتهمة قتل ضابط الشرطة ولكن بالتنسيق مع محاميه استطاع الهرب بعد فترة قصيرة من وجوده داخل السجن وخرج ليستكمل سرقاته مع استمرار حيرة رجال الشرطة.وذات يوم قام رجال المباحث الفيدرالية بمداهمة منزله وفتحت لهم عشيقته "فريشيت"التي طلبت منهم الأنتظار للحظات ثم دخلت لتهرب مع "ديلينجر" من إحدى نوافذ المنزل ولكن تمت ملاحقتها فيما بعد وألقي القبض عليها.وبعد هروبه مجدداً من الشرطة وإستمراره في سلسلة سرقات البنوك أطلقت المباحث الفيدرالية عليه"عدو الشعب الأول" وقررت منح من يرشد الشرطة عنه مبلغ عشرة آلاف دولار.أنتقل بعد ذلك للأختباء في منزل إحدى صديقاته "أنا ساج"،التي خدعته وقامت بعمل صفقة مع "ميلفن بورفيس"-وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالية - على تسليم "ديلينجر".
وكانت النهاية يوم 22 يوليو عام 1934 حيث دعا "ديلينجر"صديقتين له من بينهما "ساج" ليشاهدا فيلماً في السينما وأثناء وجودهما بالداخل كان ينتظرهم "بورفيس" وباقي رجال المباحث في الخارج وأثناء خروجهم رآهم "ديلينجر"فحاول الفرار إلاّ ان المباحث أخذت تطاره وتبادلا إطلاق النار حتى أردوه قتيلاً.
أشاد الجميع بالمجهود الذي بذله وكيل تحقيقات المباحث الفيدرالية حتى أوقع بـ "ديلينجر" وساهمت تلك القضية في رفع شأنه إلاّ أن نهايته كانت مأساوية حيث أطلق النار على نفسه من نفس السلاح الذي قتل به "ديلينجر" بعد معاناته من مرض السرطان.ويحيي بعض محبي "ديلينجر" ذكراه في الـ 22 يوليو حيث يروه بطلاً ولصاً شريفاً أراد مساعدة الفقراء وأسطورة حيّرت رجال المباحث.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق