اكتشفت المؤرخة روبرتا مازا "مخطوطة–تميمة" اثرية ترجع الى 1500 عام، وقد تقدم لمحة مثيرة للاهتمام عن بدايات الحياة المسيحية، وفقا لاعتقادها.
وكانت المخطوطة موجودة في مكتبة "جون رايلندز" في مانشستر. وامكن مازا ان تفكّ بعض رموزها. وبين اول الكلمات، قرأت "مانّا"، اي خبز الله في التعبير البيبلي. وبعد ترجمة البقية، كان واضحا لها ان المخطوطة تتضمن خليطا من مقاطع من الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد. "حروف النص كأنها تميمة للحماية من الشيطان"، تقول لصحيفة "ذو هافينغتون بوست".
يعتقد ان التمائم تتمتع بقوى خاصة لحماية حاملها وجلب الحظ الجيد له. غير ان مازا تجد ان استخدام التمائم والتعوذيات كوسيلة لدرء الشيطان قد يبدو مفاجئا، غير انه كان شائعا بين المسيحيين الاوائل". وفي التميمة الاثرية المكتشفة، وردت الآية 5 من المزمور 148 الذي يشيد بعظمة الله وقوته، تلاها مقطع من انجيل متى عن العشاء الاخير.
وفقا لمازا، فان من اعد التميمة ملمّ بالقراءة والكتابة، "وقد يكون فردا من الاكليروس. وعلى الارجح لم ينسخ المقاطع مباشرة من الكتاب المقدس، بل كتبها حفظا". كذلك، فان التميمة قد تكون أُعِدَّت لتوضع حول العنق او لابقائها في المنزل، بما يوحي ان المسيحيين الاوائل كانوا يتفاعلون مع الكتاب المقدس بميوعة. "اليوم، ننظر الى الكتاب المقدس على انه هذا الكتاب الثابت، حيث كل كلمة فيه موجودة في موضعها المحدد. غير ان مخطوطة مماثلة تخبرنا ان معرفة الكتاب المقدس كانت تتم عبر الكلمات، الليتورجيا، الصلوات، والتمائم، اكثر من الكتب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق