الطائرة بلا طيار التي أسقطت قرب مطار بغداد قال عنها الخبراء إنها من نوع “هرمس” إسرائيلية الصنع، وربما لهذا أرسلت السفارة الأميركية فريقا لجمع الحطام ونقله إلى مقرها من دون أن تسمح للجهات العراقية بالاطلاع على ما تحتويه أو ما الذي صوّرته كاميراتها، وهكذا فعلت أيضا مع طائرتين أخريين سقطتا فوق الأراضي العراقية، واحدة بمنطقة “كلار” التابعة لمحافظة السليمانية، والأخرى سقطت في ضواحي “الصويرة” بمحافظة واسط.
ويومها تناقلت الصحافة خبرا مفاده أن القوات المسلحة أرادت العمل على معرفة أسباب سقوط الطائرة، إلا أن الأميركيين تدخلوا وأحضروا فريقا متخصصا إلى منطقة سقوط الطائرة، وجمعوا حطامها ونقلوه إلى سفارتهم داخل المنطقة الخضراء.
واعتبرت وسائل إعلام عراقية أن “هذه الأعمال هي مؤشرات على صحة المعلومات القائلة إن هذه الطائرات إسرائيلية، وإن هنالك العديد من أمثالها لم يتمكن من توثيق اختراقها للمجال الجوي العراقي بسبب الوضع الراهن، لاسيما أن الأميركيين لا يسمحون بالتحقيق في ملابسات هكذا حوادث”.
وإلى الآن وهذا اللغز يقع في دائرة المسكوت عنه، فلا بيان حكوميا حوله، ولا تصريح من وزارة الدفاع، ولا أي إيضاح من أية جهة أمنية.
ويعلم المتابع للشأن العراقي أن العراق اليوم بلد بلا أسرار تخصّ أمنه أو سيادته أو اقتصاده، وما يخفى يفضحه المشاركون في العملية السياسية عند أي اختلاف بسيط، وهو ما فتح شهية العديد من الدول الإقليمية للزج بإمكانياتها التقنية في عمليات استطلاعية تجسسية تهدف لجمع أكبر قدر من المعلومات، ليس فقط عن حجم وتحركات وأماكن تواجد القوات العراقية، وإنما تمتد لتشمل تجسس الدول الخارجية على بعضها بعضا داخل الساحة العراقية.
باسم الشيخ، رئيس تحرير “جريدة الدستور” التي تابعت موضوع هذه الظاهرة قال لـ”العربية.نت”: “في الأعم ينحصر استخدام هذه الطائرات في الأجواء العراقية بثلاث جهات فاعلة وذات تأثير واضح في المشهد العراقي، وهي أميركا وإيران وإسرائيل، لما لها من مصالح غير خفية في تسيير مثل هذه الطائرات”.
سقوط الطائرات مجهولة المصدر والأغراض والنوايا ومن صنع “إسرائيلي” وفي هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق هو موضع شك وريبة، لأنه من المؤكد أن وراءها قوى تحاول أن تعرف ما الذي يدور هنا، لاسيما بعد أن تحالف العالم على استخدام أسلحته ضد تنظيم داعش، خاصة في ظل غياب المنظومة الدفاعية العراقية، وعدم امتلاك العراق مقاومات متطورة في هذا المجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق