غالبا ما تخاض الحروب بسبب قضايا خطيرة مثل الأراضي
أو الموارد أو الحرية السياسية، ولكن هناك بعض الحروب التي نشبت بسبب أحداث غريبة
وحتى مضحكة. على مر السنين، حشدت الجيوش وتم سفك الدماء أحيانا بسبب سوء فهم مأساوي
أو بسبب الازدراء أو نزاعات حدودية صغيرة وحتى بسبب حدث رياضي. بطبيعة الحال
الأسباب الظاهرة غالبا ما تكون الفتيل وكما يقول المثل العربي: إنها ليست رمانة بل
قلوب مليانة.
حرب الكلب الضال:
في واحدة من الصراعات الأكثر غرابة في القرن
العشرين تسبب كلب عن غير قصد بأزمة دولية. و الحادث طبعا كان تتويجا لفترة طويلة من
العداء بين اليونان وبلغاريا تعود إلى حرب البلقان الثانية في 1910. اشتعل التوتر
في النهاية في أكتوبر عام 1925، عندما قتل جندي يوناني بعد عبوره الحدود إلى
بلغاريا عند مطاردته كلبه الهارب.
إطلاق النار أثار اليونانيين الذين سرعان ما
غزوا بلغاريا واحتلوا عدة قرى. وكانوا على وشك بدء قصف مدينة بيتريتش عندما تدخلت
عصبة الأمم أخيرا وأدانت الهجوم. وقد توصلت لجنة دولية للتفاوض ووقف إطلاق النار
بين البلدين، بعد أن أسفر سوء الفهم عن مقتل نحو 50 شخصا.
حرب المعجنات
في
عام 1828 ، دمرت الجماهير الغاضبة أجزاء كبيرة من مدينة مكسيكو خلال انقلاب عسكري.
وكان أحد ضحايا أعمال الشغب طاهي معجنات فرنسي مغترب يدعى Remontel ، تعرض مقهاه
الصغير للحلويات للنهب. تجاهل المسؤولون المكسيكيون شكواه ، عندها التمس Remontel
مساعدة الحكومة الفرنسية للحصول على تعويض . بقي طلبه في الأدراج دون اهتمام عقدا
من الزمن، عندما لفت انتباه الملك لويس فيليب. وكان الملك غاضبا بالفعل من المكسيك
التي فشلت في سداد قروض بالملايين. طالب الملك المكسيك بدفع 600000 بيزو لتعويض شيف
المعجنات عن خسائره. وعندما أحجمت المكسيك عن تسليم مثل هذا المبلغ الفلكي ، قام
لويس فيليب بعمل غير متوقع : بدأ الحرب.
في أكتوبر 1838، وصل الأسطول الفرنسي
إلى المكسيك و حاصر مدينة فيراكروز . عندما واصل المكسيكيون رفض الدفع ، بدأت السفن
بقصف قلعة سان خوان دي أولوا . تبعتها بضعة معارك محدودة ، و بحلول ديسمبر كانون
الأول قتل 250 جندي . بل إن القائد الشهير سانتا آنا عاد عن تقاعده وتسلم قيادة
الجيش المكسيكي ضد الفرنسيين ، وخلال ذلك فقد ساقه . انتهى القتال أخيرا في مارس
1839 ، عندما توسطت الحكومة البريطانية وأبرم اتفاق سلام . وكجزء من المعاهدة ،
أجبر المكسيكيون على دفع المبلغ وهو ما اعتبر أكبر مبلغ دفع لمتجر الحلويات في ذلك
الوقت.
حرب الكلّة
في لبنان ، عام 1860 نشبت حرب أهلية كثيرا ما كان بعض
الكتاب يسمونها بحرب الكلة أو التيلة بالتعبير الخليجي. إذ بدأت الحرب الطائفية
بحسب رواية تقليدية بعد نزاع بين طفلين درزي وماروني من دير القمر ، فتدخلت
عائلتاهما ومن ثم طائفتاهما. أشعلت هذه الخلافات سيلا من أعمال العنف اجتاحت لبنان
ودمرت خلالها قرى بأكملها وبلغ عدد القتلى حوالي 20,000.
طبعا أسباب الحرب
الحقيقية كانت التركيبة الطائفية السياسية في لبنان والصراع الكامن الذي وجد حجة
للانفجار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق