الثلاثاء، 22 يوليو 2014

هجرة فراشة الملك


فراشة مونارش أو فراشة الملك - كلمة مونارش (Monarch) تعني الملك - هي أحد أنواع الفراش الكبير المتميز بلونه البرتقالي الأسود، مشهورة بهجرتها العجيبة و الغريبة.


 تتواجد فراشة مونارش في أمريكا الشمالية، و قد انتقلت إلى استراليا خلال القرن الثامن عشر من خلال رحلتها الطويلة عبر جنوب المحيط الهادئ. و هذا ما يميزها أيضا حيث أنها تشتهر برحلاتها لمسافات طويلة جدا تصل إلى 4000 كيلومتر أحياناً.
تهاجر فراشة الملك من شمال الولايات المتحدة الأمريكية و كندا خلال فصل الشتاء إلى الجنوب حتى تصل إلى وسط المكسيك، و يقدر عدد الفراش المهاجر كل عام نحو 100 مليون فراشة حيث يتجمع هذا الحشد المهيب من الفراشات في غابات مساحتها تصل لعدة هكتارات في سييرا نيفادا بالقرب من المكسيك العاصمة. و أغرب بالذكر إلى أن طول الجناح الواحد لفراشة المونارش تصل إلى 50 مليمتر.


كيف تستطيع هذه المخلوقات الضعيفة من قطع هذه المسافات المهولة و الوصول إلى هدفها دون أن تفقده:
في كل عام في الأسابيع الأخيرة من فصل الخريف تهاجر ملايين الفراشات إلى جبال سييرا نيفادا في وسط المكسيك عبر رحلة تصل إلى 4000 كيلومتر من شمال الولايات المتحدة الأمريكية و كندا إلى الجنوب في ولاية ميتشوكان الدافئة بالمكسيك لقضاء فصل الشتاء. و لقطع مثل هذه المسافات الشاسعة فإن فراشة الملك تستغل الرياح الحارة الصاعدة لتعينها على قطع هذه المسافات الشاسعة، حيث تقطع يوميا مسافة تصل إلى 80 كيلومتر و تستغرق الرحلة شهرين لتصل إلى وسط العاصمة المكسيكية إلى غاباتها الدافئة.


و يبقى السؤال الذي بحث الكثير من العلماء عن اجابة له، كيف تستطيع فراشة المونارش أن تجد طريقها إلى تلك الغابة الصغيرة في المكسيك دون أن تفقد و تنحرف عن مسارها؟. يعتقد العلماء أن هذا مبرمج في جيناتها، و قد قام العلماء بدراسة هذا الأمر حيث قاموا بأخذ بعضا من فراشات الملك إلى منطقة قريبة من واشنطن العاصمة على الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية لاحظوا أن هدفها دائما نفس المنطقة في المكسيك. 


 يبلغ متوسط عمر الفراشة اسبوعين و هذا يعني أن الفراشة لا تستطيع الوصول إلى نهاية الطريق و إنما هي وسيلة لتستطيع الأجيال القادمة من الوصول. يتزاوج فراش المونارش و يضع بعض منها نحو 400 بيضة، يقطع الآباء نحول 1000 كيلومتر و تنتهي حياتها ليكمل عنها الجيل الثاني من الفراشات الذي يتزاوج ليضع من يخلفه في هذا الطريق الطويل و يقطع نحو 1000 كيلومتر و تنتهي حياته ليكمل عنه الجيل الثالث و من ثم الجيل الرابع الذي يصل إلى هدفه النهائي. فسبحان الخالق، هكذا هي الحياة نسلم بعضنا بعضا كي نبقى و نستمر.

































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق