الخميس، 31 يوليو 2014

من هو جحا؟


الكثير منا لا يعرف من هو جحاأحببت أن أنقل لكم هذا التعريف البسيط عنه :::رحم الله (جحا) كم من الملايين أضحك على مدى قرون؟وكم من الملايين طرد عنها الحزن والأسى بحكاياته الطريفة المضحكة خلال أكثر من ألف عام؟. 
(جحا) هذا، هو أبو الغصن دُجين الفزاريالذي عاش نصف حياته في القرن الأول الهجري ونصفها الآخر في القرن الثاني، فعاصر الدولة الأموية وبقي حياً حتى خلافة المهدي، وقضى أكثر سنوات حياتهالتي تزيد على التسعين عاماً في الكوفة. 
اختلف فيه الرواة والمؤرخون، فتصوّره البعض مجنوناً وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه وإنه يتحامق ويدّعي الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة. 
وما إن شاعت حكاياته وقصصه الطريفة حتى تهافتت عليه الشعوب، فكل شعب وكل أمة على صلة بالدولة الإسلامية صمّمت لها (جحا) خاصاً بها بتحوير الأصل العربي بما يتـلاءم مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية فيها. 
ومع أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف أيضاً، ولكن شخصية (جحا) المغفّل الأحمق وحماره هي هي لم تتغيّر ، بل إنك تجد الطرائف الواردة في كتاب (نوادر جحا) المذكورفي فهرست ابن النديم (377هـ) هي نفسها لم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية، فجحا العربي عاش في القرن الأول الهجري واشتهرت حكاياته في القرنين الثاني والثالث،وفي القرون التي تلت ذلك أصبح (جحا) وحكاياته الظريفة على كل لسان،وقد ألّفت مئات الحكايات المضحكة ونُسبت إليه بعد ذلك، ويبدو أن الأمم الأخرىاستهوتها فكرة وجود شخصية ظريفة مضحكة في أدبها الشعبي لنقد الحكام والسخرية من الطغاةوالظالمين، فنقلت فكرة (جحا العربي) إلى آدابها مباشرة، 
وهكذا تجد شخصية (نصر الدين خوجه) في تركيا، و(ملة نصر الدين) في إيران،و(غابروفو) جحا بلغاريا المحبوب، و(ارتين) جحا أرمينيا صاحب اللسان السليط، و(آرو) جحا يوغسلافيا المغفل. وبعودة بسيطة إلى التاريخ تكتشف أن كل هذهالشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، وهناك شك في وجودها أصلاً، فأغلب المؤرخين يعتقدون أنها شخصيات أسطورية لا وجود لها في الواقع،وقد اشتهرت حكاياتها في القرون الستة الأخيرة، وربما أشهرها وأقدمها هو (الخوجة نصر الدين) التركي الذي عاصر تيمورلنك في القرن الرابع عشر، كما يتضح ذلك من حكاياته الطريفة مع هذا الطاغية المغولي.
































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق