مع ارتفاع درجات الحرارة في الأيام الماضية وحلول شهر رمضان المبارك لم يجد أهالي مدينة حماه التي تقع في وسط سوريا والتي تشتهر بعاصيها وبالنواعير التي كانت تسقي بساتينها سوى اللجوء للسباحة في نهر العاصي لا إطفاء غيظ الحرارة والتي وصلت إلى 45 درجة مئوية في تظاهرة شعبية كبيرة لم يشهدها هذا النهر قبل ذلك.
إن محافظة حماة من أقدم مناطق السكن في الشرق الأوسط . ويرجع تاريخها إلى عصور موغلة في القدم وتؤكد البعثات الأثرية إن حوض نهر العاصي كان مرتعاً للحياة البدائية والإنسان الحجري القديم بدليل العثور على أدوات وآثار وسكن تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في أرجاء المحافظة جميعها.
النواعير المخصصة لرفع مياه نهر العاصي هي الطابع المميز لمدينة حماة،وتعود إلى عصر الآراميين ثم تطورت في العصر الروماني، وهي تحمل صناديق خشبية على صفائح خشبية محمولة على أعصاب خشبية تتصل بمركز يدور حول محور بفعل مياه العاصي، وعندما تغطس الصناديق في الماء تحمل الماء إلى الأعلى لتسكبه في جدول فوق قناطر حجرية عالية تنقل الماء إلى أماكن مرتفعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق