الناس في جميع أنحاء العالم يعتبرون القلب مقر الروح
والمشاعر منذ العصور القديمة. حتى الشعوب الأكثر بدائية لاحظت بالتأكيد أن القلب
يرتجف عند التوتر ، سواء أثناء مطاردة حيوان أو التلهف على الحبيب، و رأوا أيضا أن
غرز الرمح في القلب يؤدي للوفاة. وكان من الطبيعي الاستنتاج أن القلب هو مركز
الشجاعة، والحب، وجوهر الحياة، وغيرها من الأشياء الجيدة. أما الدماغ فلم يحظى بأي
اهتمام يذكر.
اقتلع المصريون القدماء الدماغ من الجمجمة وتجاهلوه عند دفن شخصيات
بارزة مثل الفرعون. كما اعتقدوا أنه عند دخول العالم السفلي بعد الموت، يوضع قلب
الشخص في الميزان كوسيلة لتحديد مصيره.
بحلول القرن 16 قبل الميلاد لاحظ
المصريون أن القلب كان في مركز شبكة من الأوعية الدموية (كانوا يعتقدون أنها كانت
أنابيب صغيرة من الدم). لا شك أن هذا عزز الاعتقاد أن القلب هو مصدر الحياة
والصحة عموما. ولكن وظيفة القلب وما هي علاقته بالضبط بالدورة الدموية استمر غامضا
حتى نشر أعمال وليم هارفي عام 1628 ، ولكن البشر عرفوا دائما أنه عضو مهم.
ولكن
السؤال الحقيقي هو لماذا حصل القلب على كل المجد وليس الدماغ. اليوم معظمنا لدينا
شعور بأن وجودنا الداخلي يعيش وراء مقل عيوننا ، وعلى الرغم من إدراكنا ذلك بفضل
المعرفة الطبية ، فإنه من الصعب أن نفهم كيف يمكن أي شخص أن يتصور أن الوعي موجود
في مكان آخر.
اعتقد المصريون القدماء أن مركز الفكر والذاكرة والحكمة هو القلب.
وهم لم يعلقوا أهمية خاصة على الدماغ واعتبروه بشكل رئيسي كمصدر للمخاط . كذلك ساوت
بعض الكتابات الطاوية ( الصينية القديمة) بين القلب والعقل.
الإغريق لاحقا كان
لديهم رأي آخر. أعلن الفيلسوف والفيزيولوجي Alcmaeon ، وهو طالب فيثاغورس الذي عاش
حوالي عام 500 قبل الميلاد، أن الدماغ هو مركز الفكر ، وحذا المفكرون الغربيون
عموما حذوه.
طبعا لم يهمل القلب. بدلا من ذلك، أصبح الرأس مركز الفكر والقلب
منزل العواطف و الفضائل مثل الشجاعة والتحمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق