«الحاجة أم الاختراع» و«إللى تغلب به العب به».. هذا ما فطن إليه الفدائيون المصريون ليواجهوا أعداءهم المجهزين بالأسلحة الحديثة في كل العصور.. وكما أربك الرئيس الراحل أنور السادات أسلحة المخابرات العالمية بحديثه عن سلاح «النبوت» لمواجهة إسرائيل.. فعلها الفدائي المصري القديم باستخدامه لسلاح «البطيخ».. نعم سلاح «البطيخ».. ولهذا السلاح قصة رائعة.. فما حكايته؟ وكيف تم استخدامه؟ وماذا كانت النتيجة؟
منذ سبعة قرون ويزيد، وتحديدا عام 1249 ميلادية، كانت جيوش الفرنسيين بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا تحاول غزو مصر، وهو ما يعرف تاريخيا بـ«الحملة الصليبية السابعة»، وقد استطاع لويس التاسع الإستيلاء على دمياط، وزحف جنوبا إلى المنصورة، ولكن المصريين إستبسلوا في الدفاع، وأخذوا يتفننون في إبتكار وسائل تضر بالعدو وتمنعه من التقدم واحتلال المزيد من الأراضى المصرية، فكانوا يحطمون منشأت العدو بجراءة نادرة، وصولا إلى هزيمة الجيش الفرنسى، وآسر لويس التاسع نفسه وحبسه في دار إبن لقمان.
ومما إبتكره المصريين أثناء حربهم مع جيش العدو استخدام سلاح البطيخ في المعركة.. نعم سلاح «البطيخ»!
والحكاية كما ترويها مجلة «الاتنين والدنيا» في عددها الصادر بتاريخ 13 أغسطس 1951، أنه حدث ذات مرة أن ألقى المصريون بكميات كبيرة من البطيخ في الماء، ورآها الفرنسيون في وضع النهار فتذوقوها وأعجبوا بطعمها اللذيذ - البطيخ الأحمر يزرع في البلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط ولم تكن فرنسا تعرفه في ذلك الوقت.
وفى المساء كان جنود فرنسا يترقبون وصول كميات أخرى من البطيخ عبر المياه، وبالفعل ظهرت كميات كبيرة من البطيخ متناثرة على صفحات المياه بالقرب من معسكرات الفرنسيين، وما كادوا يلمحونها حتى سارعوا نحوها لإلتقاطها، وكانت المفاجأة أن البطيخ لم يكن سوى أغطية لرءوس بعض الفدائيين الذين إختبأوا تحت المياه بعد أن أفرغوا البطيخ من محتواه وإستخدموا قشرته الدائرية كغطاء، وأخذ الفدائيون يخطفون كل جندى فرنسى نزل المياه لإلتقاط حبات البطيخ، وحملوهم آسرى لمعسكرات المصريين، ولم ينتبه الفرنسيون لتلك الفكرة الجهنمية إلا بعد إختطاف عدد كبير من الجنود مما أثر على معنوياتهم بالسلب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق