ليس انحيازا للمرأة، وإنما انحيازا للعلم أولا، وثانيا لتغيير الصورة النمطية عن المرأة في المجتمعات الشرقية، ووصفها على سبيل المثال على أنها بـ "نصف عقل"، وفق نظرة سائدة في مجتمعات ذكورية.
فقد تبين أخيرا أن مخ المرأة أكثر تعقيدا من مخ الرجل مما يخولها القيام بالعديد من المهام في وقت واحد، حقيقة ربما لن تروق للرجل الشرقي، ولكنها باتت من الاثباتات العلمية المؤكدة والموثقة بدراسة علمية.
وقد اكتشف العلماء عند قيامهم بتصوير المخ لشباب وشابات باستخدام الرنين المغناطيسي عن أن الصور توضح وتظهر اختلاف مخ المرأة عن مخ الرجل، وأن المقولة الشائعة بأن المرأة تستطيع أن تقوم بالعديد من المهام في وقت واحد صحيحة، حيث أن تصميم مخ الرجل يناسب تنفيذ مهمة منفردة واحدة، مثل قراءة جريدة أو إعداد وجبة طعام أفضل من المرأة، بينما يناسب تصميم مخ المرأة القيام بمهام متعددة في نفس الوقت أفضل بكثير من الرجل.
وقد استخدم العلماء للتوصل لهذه النتائج 949 شابا وفتاة فحصوا بأشعة الرنين المغناطيسي في أكبر دراسة من نوعها، وقاموا بعمل خريطة توضح الوصلات المختلفة داخل مخ كل منهما، وقد أوضحت الخرائط أن مخ المرأة تكثر فيه عقد السيالات العصبية بين الفص الأيمن والفص الأيسر، بينما يعرض مخ الرجل نشاطا مكثفا في الأجزاء المنفردة داخل المخ وخصوصا بالمخيخ الذي يتحكم بالمهارات الحركية.
ويتميز مخ الرجال أيضا بكثرة العقد العصبية بين مقدمة المخ ومؤخرته مما يعطي الرجال القدرة على فهم المعلومات بسرعة، واستخدامها في نفس الوقت لتنفيذ مهمة معقدة، وهذا يعني أن مخ الرجل أفضل في مهام مثل ركن السيارة أو تعلم السباحة، بينما يعتبر مخ المرأة أفضل في مهمة تذكر وجه شخص التي يحتاج فيها المخ للعديد من الاتصالات بين جميع أجزائه.
الدكتورة "راجيني فيرما" التي قامت بالدراسة مع تلامذتها في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الاميركية، تقول: "بالطبع يوجد لكل قاعدة شواذ، ولكننا اذا قمنا بتعميم تجربة إعطاء 1000 رجل وامرأة مهمة تشمل في تنفيذها على التفكير المنطقي والتفكير الحدسي وتحليل النتائج بطريقة احصائية، فسوف نجد أن المرأة تقوم بهذه المهام بطريقة أفضل حيث أن ارتباط الجزء الايمن بالأيسر في المخ أفضل عند المرأة، فعندما تريد تذكر وجه شخص ما أو العثور على أحد ما تعرفه في حفلة يتطلب ذلك ترابط بين جميع أجزاء المخ وهو الأمر المتوافر أفضل عند المرأة، بينما النشاط المكثف للمخيخ عند الرجل يجعله أفضل في تعلم ركوب الدراجات أو تعلم السباحة أو قراءة الخرائط".
وقد اشتملت الدراسة على 428 رجلا و521 امرأة في أعمار ما بين 8 و 22 سنة، وتم تقسيم المشتركين إلى 3 مجموعات بحسب أعمارهم، الاولى ما بين 8 و 13 والثانية ما بين 13 وأربعة شهور إلى 16 والثالثة ما بين 17 إلى 22.
وقد أظهرت المجموعة العمرية الأولى أقل اختلافات بين النوعين بينما تزداد الاختلافات مع التقدم في العمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق