تحول منزل متواضع في بريطانيا إلى "كنز" بعد أن ارتفع ثمنه من ألف جنيه استرليني (1600 دولار) إلى أكثر من خمسة ملايين جنيه استرليني (8.5 مليون دولار) وسط ثورة عقارية تشهدها البلاد وتتسبب بارتفاع يومي في أسعار المنازل.
وكان أصحاب المنزل الذي نشرت جريدة "ديلي ميل" صوره قد اشتروه قبل مئة عام بألف جنيه استرليني فقط، لكنه تحول اليوم إلى منزل فاره وفخم يتم تأجيره بمبالغ كبيرة خلال مواسم العطلات، ويبلغ ثمنه بأسعار اليوم أكثر من خمسة ملايين جنيه استرليني، فضلاً عن أنه اليوم يمثل استثماراً ناجحاً ويدر عوائد جيدة لمالكه بسبب كونه يقع في منطقة ساحرة يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم.
ويقع المنزل، وهو من طابق واحد فقط، في منطقة "ساندبانكس"، وهي شبه جزيرة صغيرة جداً تطل على (English Channel)، وهي واحدة من المناطق الطبيعية الساحرة في بريطانيا ويقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن أن السياح الذين يقصدون تلك المنطقة يفضلون الإقامة في أكواخ على الطراز الإنجليزي الريفي القديم، وليس في الفنادق التقليدية الحديثة، وهو ما يجعل إيجارات الأكواخ في تلك المنطقة أعلى من تكلفة الإقامة الفندقية.
ويقول الدكتور إدوارد أندريه إن الألف جنيه استرليني في ذلك الوقت تعادل نحو 40 ألفاً من نقود اليوم، إلا أن تلك المنطقة كان الناس يتجنبونها لاعتقادهم بأنها غير مستقرة ويصعب السكن فيها، لكنها تحولت لاحقاً إلى واحدة من بين أغلى أربعة مناطق في العالم بسبب الطبيعة الساحرة التي فيها وتحسن ظروفها.
وفي العام 2011 قرر حفيد الدكتور أندريه، واسمه تيم بالدوين مع والده جوناثان هدم المنزل المترهل الذي كان عمره 90 عاماً في حينها، وبنوا مكانه منزلاً آخر فخماً ومطلاً على البحر كلفهم 580 ألف جنيه استرليني
ويتكون المنزل الفخم الجديد من سبعة غرف نوم وخمسة حمامات، يتوزعون على طابقين في منتهى الفخامة، مع إطلالة مباشرة على البحر، إضافة إلى حديقة ملحقة بالمنزل، فضلاً عن خلايا شمسية لتوليد الطاقة في المنزل على مدار العام.
وبعد تشييد المنزل الجديد الفخم، تمكن الحفيد بالدوين الذي يعمل مهندساً معمارياً ايضاً من تأجيره لشركات سياحية متخصصة خلال الفترة من أبريل إلى أكتوبر سنوياً مقابل 4100 جنيه استرليني (7 آلاف دولار) أسبوعياً.
ونقلت "ديلي ميل" عن بالدوين قوله: "خلال التسعين عاما الماضية كان المنزل بحوزة عائلتي، وكان جدي الأكبر قد اشتراه بالأصل، وكان مكاناً للعطلة والاستجمام بالنسبة لنا جميعاً".
وكان متوسط أسعار العقارات في بريطانيا خلال العام 1930 عند 1192 جنيهاً فقط للمنزل المكون من ثلاث غرف نوم ومرفقاتها، أما المنازل الأكبر المكونة من خمسة غرف فكان متوسط أسعارها 2074 جنيهاً فقط.
ويقول العاملون في السوق العقاري البريطاني إنه يشهد هذه الأيام طفرة غير مسبوقة، وإن الأسعار عادت لترتفع فوق المستويات التي كانت قد سجلتها قبل الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 وقبل أزمة الديون السيادية الأوروبية التي اندلعت في 2010.
وقال الوسيط العقاري مصطفى موسوي لــ"العربية نت" إنه اشترى عقاراً لمستثمر عربي في منطقة "ايلينج" غرب لندن أواخر العام الماضي مقابل 600 ألف جنيه استرليني، ليتمكن المستثمر من بيعه مطلع العام الحالي، أي بعد شهور معدودة على أصابع اليد الواحدة مقابل أكثر من 800 ألف جنيه، ما يعني أنه حقق أرباحاً بحدود الثلاثين في المئة خلال شهور قليلة لم تصل إلى نصف سنة.
ويشير موسوي الى أن رؤوس الأموال تتدفق على القطاع العقاري في لندن من أكثر من جهة، من بينها رجال أعمال صينيون وروس وخليجيون، فضلاً عن مستثمرين عرب فروا من دول الربيع العربي إلى لندن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق