قرر الثنائي آرتي وموسى عزيز أن يحتجزا نفسهما في غرفة حالكة السواد في المكسيك،برفقة "شامان" وهو من بين السحرة الدينيين المشهورين بطرد الأرواح. ويقوم الشامان بطقوس الترنيم من دون توقف لفترة ساعتين، فيما دوامة غريبة من البخار تحوم حول الثنائي.
وقد يبدو الأمر، وكأنه محنة مروعة، ولكنه أمر تطوع الثنائي لفعله بكامل إرادته. وهذا ما يعرف بعالم تيمازكال، أي ممارسة طقوس تعود إلى قرون ماضية، وتحديداً الفترة التي كانت فيها حضارة المايا في أوج قوتها.
وتستلزم طقوس تيمازكال الدخول إلى قباني مبنية من الحجر، وارتداء ملابس خفيفة، والتعرق بسبب الحرارة التي لا تطاق، وعلى صوت الترانيم ورائحة الأعشاب.
ويمكن وصف التجربة بالقاسية والصعبة، إذ يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض السكري والقلب أو مرض الرهاب عدم المرور بهذه التجربة. ولكن، يشعر الأشخاص الذين يمرون بهذهالتجربة، بشعور رائع من الإنتعاش والنشاط.
وتفوح روائح إكليل الجبل والريحان والنعناع وغيرها من الروائح من حمام البخار الذي يحضره الشامان، إذ يرمي المياه فوق كومة من الصخور الساخنة، في حفرة في منتصف الأرضية.
ويمكن للضيوف المحافظة على رطوبة أجسامهم من خلال تناول الشاي بالأعشاب والإستلقاء على الأرض، والتجوال في الغرفة، أو مجرد الجلوس لتنقية العقل والجسم.
ولكن بمجرد أن يدخل الزوار إلى الغرفة، لا يسمح إليهم بالخروج إلا بعد مرور الوقت اللازم لإنهاء الطقوس.
وقالت آرتي "شعرت بالفزع قليلا، عندما غطى الشامان الباب ببطانية سميكة." من جهته، أوضح زوجها أن ترانيم الشامان ساعدته على توجيه آلامه ومشاكله وأوجاعه نحو الصخور، لتخليص جسمه من الشعور بالكراهية، وتخفيف أعباء التفكير عن رأسه.
وخرج الاثنان من الغرفة بشعور كبير من الانتعاش جسديا وعقليا.
ويذكر أن حضارة المايا القديمة تعتمد على فعالية حمام البخار والطاقة لعلاج جميع الأمراض الجسدية والروحية. واعتبرت مباني حمام البخار المصنوعة من الحجر جزءاً من كل احتفالية كبيرة للمايا، وبعضها لا يزال على حالها في أجزاء مختلفة في المكسيك.
ومن المعروف أن البخار الذي ينشأ من خلال مزيج من الأعشاب الأساسية ينظف الجهاز الهضمي، ويحسن من نشاط الدورة الدموية، وينشط العضلات وينظف البشرة.
وتجدر الإشارة إلى أن غالبية الفنادق في المكسيك، تعتمد طقوس "تيمازكال" ما يشجع السياحة أيضاَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق