السبت، 14 يونيو 2014

لغز بحيرة ساوة


بحيرة في وسط الصحراء القاحلة، أيبدوا هذا حلماً؟. هذه هي حال بحيرة ساوة في العراق، و التي يتباحث بأمرها علماء الجولوجيا منذ أربعينيات القرن الحالي. و لعل أغرب ما بشأن هذه البحيرة هو عدم وجود أي مصدر مائي يغذيها و مع ذلك فإن منسوب المياه بها ثابت و لا يتغير مع مرور الزمن.
تحيطها الرمال من كل صوب، لا شيء حولها يوحي بالحياة، تبعد قرابة الثلاثين كيلو متراً جنوب غرب مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى.لا تزال رغم إجتهادات عديدة مجهولة المنشأ والتاريخ، يعدها العلماء ظاهرة تستحق الدراسة، هذا غير إرتباطها بأساطير و قصص ما فوق الطبيعة. و اغرب ما قيل عنها بأنها كائن حي، يحس ويتألم. ينظر إليها البعض على أنها أعجوبة ثامنة يجب إضافتها إلى عجائب الدنيا الشهيرة.
لا مجرى مائي لها، و لا عيون ماء تغذيها، ولا مجرى سطحي يزودها بالماء. إعتقد بعض العلماء أن هنالك ينابيع مجهولة تغذيها، ولكن تكون قاعها من الصخور الصلبة أثبت خطأ هذه النظرية.


يحيط ببحيرة ساوة حواجز كلسية  كأنها سياج، وما يميز البحيرة أيضا أنها تقوم بلحم الأجزاء المتهدمة من سياجها وتعويضها بدون تدخل الإنسان، لهذا شبهها البعض بأنها كائن حي وليس جماد. أخذت نماذج من مياه البحيرة وأخضعت للتحليلات المختبرية فوجد أن كثافتها تفوق كثافة البحار، كما أن نسبة الملوحة فيها تقدر بحوالي 1600 جزء بالمليون، وهي نسبة عالية جداً، حتى أن هذه النسبة تفوق ملوحة مياه الخليج العربي بمرة ونصف تقريباً.  
لا يوجد مثيل لمياهها سوى في بحر قزوين، وهذا ما دفع ببعثة سوفيتية لزيارتها في العام 1976. لكن إرتفاعها عن سطح الأرض، وعن مستوى بحر قزوين، أثبت خطأ تلك التخمينات. هي أعلى من مستوى الأرض المحيطة بها بأكثر من خمسة أمتار، ما جعلها تكون أشبه بوعاء يستقر فوق الأرض، ولا يمكن رؤيتها نتيجة ذلك إلا من مسافة قريبة جداً ولا يمكن أن تبصر ماؤها إلا باعتلائك لسياجها الكلسي.إلى جانب ذلك فإنها ترتفع بأكثر من احد عشر متراً عن مستوى نهر الفرات.
يوجد بها حياة متنوعة بالرغم من ملوحتها و أغلب الأسماك التي تتكاثر بها هي نوع سمكي صغير يكون بلا عيون وشفاف جداً، وطول هذه الأسماك لا يتجاوز العشرة سنتمترات، وهي شحمية سرعان ما تذوب في اليد حين تعرضها إلى أشعة الشمس. وتهاجر إليها سنوياً أنواع نادرة من الطيور من مختلف دول العالم.
هذه البحيرة كانت في ما مضى وجهة سياحية و لكن مع الحروب التي خاضها العراق منذ عام 1999 بدأت المنشآت التي كانت حولها تتعرض للتخريب و اليوم تبدو بحيرة ساوة الجميلة مهجورة تماماً.















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق