تجول في ذاكرة النفس وخاطرتها نفحات الزمان المضيء التي كانت تتوج الأزهر الشريف حينما كان رائدا لصد كل ما هو غريب عن هوية الأمة ودحر مستعمريها كما فعل علماء الأزهر الذين ردوا الحملة الاستعمارية الفرنسية التي قادها نابليون في عام 1798 وكانت كفيلة بدفن أطماعه حينها على أسوار القاهرة وعكا .
وكان لعلماء الأزهر سطور من ذهب سطرتها دماؤهم ابان الاستعمار البريطاني لمصر فكانوا علماء وطلابا يتسابقون الى ميادين البطولة لدحر المستعمر ، و كم كان للأزهر أصابع من نور في كل بلد عربي اسلامي قاد تلامذته حروب المقاومة ضد المستعمر كعز الدين القسام الذي قض مضاجع الفرنسيين في سوريا لينفى الى فلسطين ويقض مضاجع البريطانيين حتى قضى شهيدا في أحراش يعبد عام 1935 .
ولا ننسى شيخ الأزهر الذي رفض المصادقة على الحكم بإعدام مفسر العصر للقرآن الكريم الشهيد سيد قطب وغيرهم الكثير الذين كانوا أحرارا حينما كان الأزهر حرا ، وكانوا أتقياء قبل أن يلوث الأزهر .
كل هذا مقدمة للفاجعة التي تصدم الأذهان وخرج بها علينا كعادته مفتي مصر وشيخ الأزهر الحالي الدكتور علي جمعه الذي تشدق بفتوى عبر الفضائيات بأن المغني الراحل عبدالحليم حافظ قد ألف أغنيته ' أبو عيون جريئة ' قاصدا بها مدح النبي 'صلى الله عليه وسلم ' .
أضف الى ذلك فتاواه الغريبة التي نصت على أن النبي 'صلى الله عليه وسلم ' كان يستمع الى الغناء والرقص للجواري و أن موسيقى الموسيقار الشهير بيتهوفين تدعو الى توحيد الله تعالى والايمان به .
نتوقف هنا عن الكلام فالصدمة قد عقدت اللسان ونترك للقراء الكرام متابعة الفتوى و الحكم على ما يشاهدونه.