"كال أوركو"، مدينة في بوليفيا أصبحت من أهم المراكز السياحية في العالم، وذلك بعد اكتشاف جدار من الاسمنت يحوي ما يقارب من عشرة آلاف مسار وأثر للديناصورات، وبذلك تم تصنيفها الموطن الأكبر لآثار هذه الحيوانات العملاقة المنقرضة في العالم.
وأدت الانهيارات الطينية إلى الكشف عن هذه المسارات، ورجح علماء الآثار أنه قبل أكثر من 68 مليون سنة، توافدت هذه الحيونات الى تلك المدينة التي كانت حينها عبارة عن بحيرة، بحثاً عن الطعام والماء. وأشار العلماء الى ان الديناصورات مشت عبر الخط الساحلي في المنطقة في الطقس الرطب، تاركة بصمات خلال فترات المطر نتيجة الرواسب والطين.
ويحضر إلى ذلك المكان الاف السواح لرؤية هذا الحجر الذي يمتد بطول 150 متراً، ويضمّ 330 قائمة ضخمة تعود الى ما يقرب 294 نوعاً من وحوش عصور ما قبل التاريخ.
ويأتي هؤلاء السواح لرؤية بقايا الديناصورات التي عاشت في نهاية العصر الطباشيري، ومتابعة حجم الخطوات التي طبعتها قوائم العشرات منها. ويجذب المكان الذي افتتح عام 2006 أيضاً المهتمين بالشأن الجيولوجي والتنوع البيولوجي وسلوكيات الحيوانات.
وتولي السلطات البوليفية هذا الموقع الاثري أهمية كبيرة، حيث حولته الى مزار يضم نماذج كثيرة من الديناصورات، ووضعت مكبّرات صوت تصدح منها أصوات تحاكي أصوات تلك الحيوانات الضخمة، إضافة الى العديد من المناظير المنتشرة على التلة المقابلة بهدف حماية هذه الآثار من التآكل.
وأكد علماء الآثار أن هذه المسارات هي الأكثر تنوعاً مقارنة بالاماكن المماثلة المكتشفة في مناطق أخرى، مشيرين الى ان هذه الجدران أظهرت قدرة الديناصورات على التسلق والمشي صعوداً بزاوية 70 درجة، الأمر الذي يثير الريبة لا سيما أن بعض هذه المخلوقات يصل وزنها الى أكثر من 100 طن.
وأكد العلماء أيضاً ان هذا الموقع الاثري في خطر دائم، وهو عرضة للتآكل والانجراف، الامر الذي يدفع بالسلطات البوليفية الى إنفاق 30 مليون دولار كل عام، لإبقائه في مكانه، وقد انهار جزء من جدار الديناصور في بداية شباط (فبراير)، ومعه فقد نحو 300 أثر لقوائم.
يذكر أن الحكومة البوليفية تطالب بضمّ المنطقة إلى مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، ولكنها لا تزال ضمن "القوائم المؤقتة" في انتظار الموافقة عليها.