ما هو معروف عن القزمية بأنها حالة مرضية واختلال هرموني يمنع نمو القامة، حيث لا يتجاوز طول أجساد الأقزام أكثر من 130 سنتيمترا، لكن بعض علماء الآثار في إيران ادعوا مؤخرا بأن الأقزام كانوا أحد الشعوب التي تقطن في مناطق جنوب شرق إيران.
ووفقا لأبحاث أجراها هولاء العلماء فإن قرية "ماخونيك"، شاهد حي على وجود الأقزام، حيث عثر على هياكل عظمية وبقايا أجساد محنطة للأقزام، في هذه القرية التي تقع في محافظة كرمان جنوب صحراء لوط جنوب شرق إيران.
ويظهر من الهياكل العظمية المكتشفة وبعض الصور المنشورة، أن قامات هولاء الأقزام لا تتجاوز المتر الواحد، ويقول العلماء إن كشف المزيد من بقايا الجثث أو الهياكل العظمية أو الصور يمكن أن يكشف عن حقيقة وجود الأقزام وطريقة حياتهم في هذه المنطقة من إيران.
وفي منطقة أخرى من كرمان، وجدت إحدى المدن القديمة المطمورة تحت الأرض تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وهي منطقة شهداد التي سميت لاحقا بـ"خبيص"، والتي بدأت فيها الأبحاث من قبل علماء الآثار الغربيين عام 1846، حيث تم اكتشاف جزء من المدينة القديمة، والمصنفة اليوم ضمن المناطق الأثرية السياحية.
وما يثير الدهشة في مدينة خبيص القديمة أنها بنيت بارتفاع متر واحد، وذلك يعني أنها شيّدت لأناس بقامة متر واحد.
ويعثر أهالي المنطقة دوما على بقايا هياكل عظمية أو بقايا أجساد محنطة، يشاع بأنها تعود للأقزام، ولكن السلطات المحلية تنفي كل ذلك، وتنسب تلك الآثار للأطفال أو الأوبئة في تلك الحقب السالفة.
ونُفذّت لحد الآن ثماني عمليات بحث استكشافية في منطقة خبيص، تم العثور خلالها على آلاف القطع الأثرية تدل على وجود حضارة قديمة في هذه المنطقة، مما عزز التكهنات بوجود الأقزام في هذه المنطقة.
يقول عالم الآثار ميرعابدين كابلي، الذي كان يرأس إحدى فرق البحث الأثرية في خبيص: "إن نتائج بحثه تشير إلى وجود حضارة قديمة في هذه المنطقة، كانت مزدهرة في سالف الأزمان".
ويضيف كابلي قائلا: "كانت هناك حضارة غنية في هذه المنطقة، توجد فيها الزراعة والصناعة والبناء والمقابر وصناعة أدوات العيش".
ووفقا لادعاء كابلي، "فإن الناس تركوا هذه المنطقة دفعة واحدة، لسبب مجهول حتى الآن، ولكن اللافت في الأمر هو أنهم تركوا أدوات المنزل وأشياءهم الثمينة داخل البيوت، وأغلقوا أبوابها باللبن أملا بالعودة، ولكنهم لم يعودوا أبدا".
وتطرح نظرية وجود الأقزام في كرمان وهجرتهم، في الوقت الذي ينفي فيه سائر علماء الآثار في إيران وجود الأقزام كليا، ويقولون إنه ليس هناك شواهد وأدلة على وجودهم في أي حقبة من الحقب.
وأشارت دراسة أميركية عام 2006، إلى أن الاحتمال الأكبر أن الأقزام لاقوا قبولا في مصر القديمة، وكان لهم دور ملموس في المجتمع.
إلى جانب ذلك، فإن نشاطاتهم توحي بانخراطهم في الحياة اليومية، وإن الخلل الذي تعانيه أجسادهم لم ينظر إليه باعتباره إعاقة بدنية، ولذلك لم يحل التقزم دون تولي الأقزام عددا من المناصب الرفيعة لدى الفراعنة، كان أبرزهم القزم "سينيب"، الذي تولى منصبي المشرف على خزانة الملابس الملكية وكاهن بالجنازات.
على نقيض هذا الاحترام والتسامح، كانت أوضاع الأقزام في روما القديمة وإسبرطة سيئة جدا، حيث كان ينظر إلى مولد طفل من الأقزام في روما القديمة حادثة مؤسفة.