في الوقت الذي يفزع فيه اغلب الناس لرؤية فأر في بيته فأن
الهنود يبنون المعابد لفئرانهم ويقدمون لها الرعاية والحماية وحقاً تبقى الهند أرض العجائب والغرائب .
عندما تنظر من الخارج ,فأن الاحجار
الرملية الصفراء و الرخام الابيض الذي بني بها
معبد كارني ماتا و كسيت به ارضيته لا تختلف
كثيرا عن بقية المعابد الهندوسية في
الهند.
و لكن ما هو مختلف حقا هو طبيعة ساكنين
المعبد, مدينة دشنوك ,30 كيلو متر الى الجنوب من بيكانر هي المكان الوحيد في العالم الذي يوجد به نعبد تكون الفئران فيه مخلوقات مرحب بها و مقدسة حيث
هناك ما يقارب 20000 فأر تطعم و تتمتع بالحماية و الرعاية
فيه.
معبد كارني ماتا هو من اكثر الاماكن التي تثير الفضول في ولاية
راجيستان الهندية ,حيث اصبحت مكانا مقدسا للعبادة منذ 500 سنة و لكن المعبد الموجود الان بني بواسطة احد المهراجات في اوائل القرن
العشرين.اما سبب تقديس
الفئران فلأن الهندوس يعتقدون بأن هذه الفئران هي ارواح الاطفال الموتى حيث تخبرنا الاسطورة الهندية بأن الآلهة كارني ماتا حاولت استرجاع روح أحد الأطفال الموتى ولكنها فشلت في ذلك لأن ياما (آلهة الموت عند الهندوس )كان قد استلم جسم الطفل ونسخه الى انسان ثاني (تناسخ وتقمص الأرواح لدى الهندوس) .
و لذلك غضبت كارني ماتا لأنها
لم تستطع ارجاع روح الطفل و امرت بأن تتقمص أرواح الأطفال الموتى على شكل الفئران قبل ان تتحول الى بشر مرة ثانية.
ولهذا السبب فأن هذه الفئران في المعبد و التي يسميها
الهندوس "الكامبا" او الاطفال
الصغار.
ينظر اليها الهندوس على إنها تختلف عن بقية الفئران التي تعيش خارج المعبد.
تتعهد عدد من العوائل
الغنيةبرعاية المعبد و الانفاق عليهوقد تخصص رهبان ونسّاك
للقيام والسهر على راحة الفئران وتوزيع نذور وقرابين المؤمنين على الفئران المقدسة ثم توزيع كراماتها
عليهم.
تطعم الفئران في اواني
معدنية غنيه بالحبوب و الحليب و قشور جوز الهند.
ويقوم البعض بأطعام هذه الفئران
بيديه:
وهنا جعلوا الطفل
يشرب من نفس الاناء الذى يشرب منه الفئران والجرذان المقدسة.
هذا بالأضافة لما
يقدمه زوار المعبد من الهندوس من طعام الى
الفئرانكما ان هناك من يتولى تنظيف المعبد و أطعام الفئران التي تسرح
و تمرح في ارجاء المعبد امنة مطمئنة و لا تخاف
البشر حيث تأكل من ايديهم و تتسلق اجسامهم
,و لحماية هذه الفئران من خطر الطيور
المفترسة فأن المعبد مغطى بالأسلاك
المعدنية كما ان الزوار يتوخون الحذر
الشديد لكي لا يدهسوا الفئران بأرجلهم فيتسببوا بموتها.
و يتطلع الزوار عادة لرؤية و اطعام الفأر
الابيض و هو نادر جدا بين فئران المعبد و يعتبرون رؤيته فألا حسنا و انهم نالوا رضا الالهة و بدوره.. فالفأر
الابيض يبدو انه يعلم بقيمته العالية لدى
الزوارفهو لا يقبل الطعام من يد البشر و يبتعد عنهم على عكس بقية
الفئران.