ساهمت الفوضى والأوضاع غير المستقرة بدول "الربيع العربي" في رفع أسعار العقارات داخل بريطانيا، حيث يرصد وسطاء عقاريون في لندن طلباً مرتفعاً من مستثمرين ومشترين عاديين قادمين من دول عربية غير خليجية على العقارات والمساكن.
وعلمت "العربية نت" أن عدداً من رجال الأعمال المصريين والليبيين انتقلوا منذ العام الماضي إلى العاصمة لندن، بحثاً عن فرص استثمارية وبحثاً عن الاستقرار والعيش في ظل الأوضاع التي تشهدها بلادهم، كما علمت "العربية نت" أن مستثمراً مصرياً كبيراً تردد على لندن خلال العامين الماضيين بهدف الاستثمار في القطاع الفندقي وتفاوض من أجل شراء فندق في العاصمة البريطانية مقابل 80 مليون جنيه استرليني، ما يعادل 130 مليون دولار، إلا أن الصفقة لم تتم على ما يبدو.
وأظهرت أحدث الإحصاءات الحكومية البريطانية أن أعداد المصريين الذين حصلوا على إقامات "مستثمر" تضاعفت في العام 2013 مقارنة مع ما كانت عليه في السابق.
ويشهد السوق العقاري البريطاني انتعاشاً كبيراً منذ العام الماضي، وارتفاعاً في الطلب على الوحدات العقارية، وهو ما أدى الى ارتفاع ملموس وسريع في أسعار المساكن والعقارات.
وتوقع بنك "هاليفاكس" البريطاني الذي ينشط في تقديم الرهون العقارية أن ترتفع أسعار المساكن خلال العام الحالي 2014 بنسبة تتراوح بين 4% و8%، وذلك كمتوسط ارتفاع في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
لكن الوسيط العقاري العربي الذي يعمل في لندن مصطفى الموسوي قال لــ"العربية نت" إن العقارات سجلت ارتفاعاً كبيراً في لندن منذ بداية العام الحالي، مشيراً إلى أن "بعض الوحدات في بعض المناطق سجلت أرباحاً بنحو 20% خلال أقل من شهرين، أي منذ بداية العام 2014".
ويشير موسوي إلى تدفق عربي ملحوظ على العاصمة البريطانية من أجل شراء العقارات، من مستثمرين خليجيين ومصريين وليبيين، وجنسيات أخرى.
وقال موسوي إن مستثمراً اشترى وحدة عقارية في غرب لندن أواخر العام الماضي بـ650 ألف جنيه استرليني، ليبيعها قبل أيام بـ850 ألف جنيه، محققاً أرباحاً بنحو 200 ألف، ما يعادل 320 ألف دولار تقريباً.
ويتوقع موسوي أن تواصل عقارات بريطانيا الارتفاع خلال الفترة المقبلة، خاصة مع التحسن الاقتصادي العام في بريطانيا والذي بدأ منذ العام الماضي، إضافة إلى نية بنك إنجلترا المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة لمدة أطول.
يشار إلى أن الكثير من الأجانب يقصدون بريطانيا للاستثمار في عقاراتها، وليس العرب فقط، حيث تسجل المبيعات للأثرياء الروس والصينيين والماليزيين ارتفاعاً كبيراً، وخاصة في مناطق وسط العاصمة لندن.