هؤلاء الزبالين هم من نسل المزارعين الذين بدأوا يهاجرون من صعيد مصر إلى القاهرة في الأربعينات، والذين نزحوا بسبب ضعف المحاصيل والفقر وجاءوا إلى المدينة بحثا عن العمل وانشاء مستوطنات مؤقتة في جميع أنحائها.
في البداية، تمسك الزبالين بتقاليدهم في تربية الخنازير والماعز والدجاج وغيرها من الحيوانات، ولكنهم مع الوقت وجدوا في جمع وفرز النفايات التي يخلفها سكان المدينة ربحاً أفضل. فمن خلال فرز القمامة المنزلية وبيع الأشياء القيمة، يحصد الأهالي لقمة عيشهم ويوفرون الكثير من خلال استغلال المواد العضوية وتحويلها إلى غذاء لحيواناتهم. وبعد انتعاش هذه التجارة، بدأت موجات متتالية من المهاجرين جاءوا من صعيد مصر للعيش والعمل في قرية القمامة التي تأسست حديثا في القاهرة.لسنوات، تم نقل مستوطنات الزبالين المؤقتة في جميع أنحاء المدينة في محاولة لتجنب السلطات البلدية. وأخيرا، استقرت مجموعة كبيرة من الزبالين تحت منحدرات جبل المقطم في الطرف الشرقي من المدينة التي تزايد عدد سكانها من 8000 نسمة في الثمانينات إلى 30 ألف وفقاً للإحصائيات حديثة.
مصر هي بلد ذات الأغلبية المسلمة، ولكن تقريباً 90 بالمائة من الزبالين هم من المسيحيين الأقباط. ولأن الطوائف المسيحية نادرة في هذا البلد، يفضل الزبالين البقاء في المقطم داخل مجتمعهم الديني على الرغم من أن العديد منهم يتمتع بإمكانيات للحصول على منازل في أماكن أخرى.
تأسست الكنيسة القبطية المحلية في قرية المقطم في عام 1975، وكان لتأسيسها أثر كبير في نفوس الزبالين، إذ شعروا بأمان أكبر في قريتهم وعندها فقط بدأوا في استخدام مواد بناء أكثر دواما لمنازلهم، مثل الحجر والطوب.
فنظرا لخبرتهم السابقة حين تم إخلاءهم من الجيزة في عام 1970، كان الزبالين يعيشون في أكواخ مؤقتة من الصفيح. وفي عام 1976، اندلع حريق كبير في منشية ناصر، مما أدى إلى بداية بناء أول كنيسة تحت جبل المقطم على موقع مساحته 1000 متر مربع. وقد تم بناء العديد من الكنائس الأخرى في كهوف المقطم، من بينها كنيسة دير القديس سمعان الخراز وهي الأكبر تتسع لـ 20 ألف شخص. وفي الواقع، فإن هذه الكنيسة هي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط .