الأربعاء، 20 أبريل 2016

هل يمكن أن يقودك الفضول إلى الموت؟



الفضول هو التوق إلى المعرفة وكشف الغموض حول الأشياء مهما كانت، وهو الدافع الأول وراء كثير من الأنشطة البشرية، من قراءة أخبار وفضائح المشاهير إلى تطوير علوم الذرة الحديثة.
والفضول يعتبر في العادة نعمة يتمتع بها الإنسان وميزة إذا اتصف بها شخص فإنه يحوز العديد من الفوائد، فهي تسهّل التعلم وتحفز الاكتشاف وتثري الحياة.
ولكن السؤال الآن هو: هل يمكن أن يعتبر الفضول أيضا نقمة؟ الأساطير القديمة تشير إلى إمكانية ذلك بالفعل، مثل أسطورة باندورا الإغريقية.
باختصار، تقول الأسطورة إن الإله زيوس خلق المرأة الأولى وأسماها باندورا، وأعطاها جرّة مغلقة تحوي كل الشرور، وأمرها ألا تفتحها أبدا؛ حتى لا تنتشر تلك الشرور في الأرض. إلا أن الفضول دفع باندورا إلى فتح الصندوق للتعرف على محتوياته، ففوجئت بانبعاث كل الشرور منه. وسارعت إلى إغلاقه لكن كان قد فات الأوان، فانتشر الشر في الأرض.
إذا كانت الأساطير تقترح أن الفضول قد يكون نقمة، فما هي وجهة النظر العلمية بشأن هذا الموضوع؟
في دراسة أجريت بجامعة شيكاغو الأمريكية ونشرت في مجلة جمعية علم النفس، أكد الباحثون هذه النظرة تجاه الفضول، مشيرين إلى أنه قد يقود إلى مشكلات ويدفع الإنسان نحو تصرفات غير صحيحة.
أجرى الباحثون 4 تجارب مختلفة خلصوا منها إلى أن الفضول يمكن أن يقود الإنسان إلى تعريض نفسه لمؤثرات غير مرغوبة، مثل الصدمة الكهربائية، بلا فائدة مرجوة من وراء هذه الخطوة.
وتوضح الدراسة أن البشر يملكون رغبة غريزية تدفعهم لكشف أي غموض. هذه الرغبة مستقلة تماما عن التفكير في عواقب الأمور. ما يعني أن الإنسان الفضولي قد يخوض مغامرة خطرة للتعرف على شيء غامض وليس لديه هدف محدد سوى رغبته في المعرفة.
والأكثر من ذلك أن الإنسان عندما يواجه أمرا غامضا ويشعر بالفضول تجاهه، فإنه قد يسعى لحل هذا اللغز حتى وإن كان يتوقع عواقب سلبية من وراء تحركه.
هذه الدراسة تلقي الضوء على الأضرار المحتملة للفضول، خصوصا في هذا العصر المعروف بعصر المعرفة. ولكن لا يعني هذا أن يكف الإنسان عن الفضول، بل ليتعرف على نفسه ويفهمها. 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق