الأربعاء، 5 مارس 2014

ولد ليقتل و يسرق و يحرق و يغتصب .. كارل بانزرام


كان كائنا عديم الرحمة قاتل محترف منذ نعومة اظافره .. مغتصبا للأطفال يقطرا شرا .. لا يمكن ان يكون انسانا ذلك القاتل كارل بانزرام الذى ولد فى الثامن و العشرين من يونيو بمينيسوتا عام 1891 من ابوين فقيرين يعملوه بالفلاحة ضمن 5 اشقاء و شقيقة واحدة.. مات احد اشقائه غريقا و هو طفل بعد طلاق والديه ذلك عندما ادرك ان امه فقيرة ذهنيا ايضا و ليس لديها ما تعلمه اياه ..لم تكن مهتمة بحالته كطفل منطوي كثير المشاكل فتحولت مشاعره لها للكره و الاحتقار .. بدأ حياته فى عالم الجريمة من سن الثامنة حتى ان عائلته اضطرت الى ارساله الى مدرسة اصلاحية لاتهامه بحادث سرقة .. و هناك تعرض مرارا للأغتصاب و اللواط و التعذيب الجسدى مما زاده اضطرابا ووحشية .. فى سن المراهقة كانت هوايته اشعال الحرائق فى البنايات و مشاهدة الناس تعانى و تحترق حتى انه احرق المدرسة التى درس فيها عام 1905.. فى الرابعة عشر من عمره نجح كارل فى سرقة مسدس حاول به قتل معلمه الذى سبق و ان عنفه فى مواقف كتيرة الا ان خطته باءت بالفشل فاكتفى بضرب المعلم فى معركة بالأيدى امام باقى الطلاب ..فر كارل من مدينته و المزرعة التى شارك والدته العمل فيها بعد اسبوعين من تلك الحادثة هاربا الى مونتانا..تعلق كارل فى مقطورة خلفية بالقطار عندما الطقته اربعة من المشردين و قاموا باغتصابه مرارا و تكرارا غير أبهين بتوسلاته و بكائه.. عام 1907 تعرف على جيمى بينسون و عاشا من السرقة و حرق المنازل و غير كارل اسمه الى جيفرسون بولدوين ثم التحق بالجيش مزورا عمره الحقيقى ..بعدها ارسل الى السجن العسكرى لسرقة ملابس تقدر بـ 88 دولارا و من ثم تم تسريحه فى أغسطس عام 1910 بعد الوان من المعاناة و التعذيب قاساها لعدة سنوات فى السجن فخراج و كل هدفه الانتقام بالسرقة و القتل و الحرق .. حرق منازل و كنائس عديدة بتكساس و كنساس و كاليفورنيا..




عام 1913 تم القبض عليه مرة اخرى و ارساله للسجن لكنه هرب بعد 30 يوما بعد ان اشعل النار بمبنى السجن و كبدهم خسائر تقدر بـ100.000 دولار..لم يكف يوما عن الاجرام وفى عام 1915 دخل سجن اخر فى ايداهو و كان يعاقب يوميا لكونه خارج عن القوانين حتى فى محبسه فكان يعلق لعشر ساعات و يعذب حتى انه حبس منفردا فى زنزانة تحت أرض لمدة 3 أسابيع و كان غذاؤه الوحيد هو الخبز و الماء .. تم تسريحه مرة اخرى حيث توجه الى كونيكتيكت عام 1920 .. الغريب فى الأمر ان كارل لم تكن له اى علاقة بالنساء , كان يغتصب الصبيان المشردين فقط او زملائه فى السجون من الضعفاء .. 

ويليام تافت

 فى نفس العام سرق كارل منزل الرئيس السابق للولايات المتحدة ويليام تافت ئو استخدم الاموال و المجوهرات التى سرقها لشراء يخت تحت اسم مستعار هو جون اوليرى ثم تحول من سرقة المنازل الى سرقة اليخوت واصحابها الاثرياء حيث الغنائم اكبر .. ثم توصل الى خطة أفضل فكان يبحث عن الشباب الباحثين عن العمل على القوارب واهما اياهم انه بحاجة الى مساعده على قاربه فيأتى بهم ليغتصبهم , يقتلهم ثم يرمى جثثهم بالنهر .. أو يأتى بالبحارة العاطلين عن العمل الى قاربه بحجة حاجته لتوظيفهم ثم يدعوهم للعشاء و الشراب ثم يفجر رؤوسهم بالمسدس الذى سرقه من منزل ويليام تافت و عندما بدأت الشكوك تحوم حول ذلك القارب و صاحبه ابحر بقاربه باتجاه نيو جيرسى التى تحطم قاربه على شواطئها إثر عاصفة هوجاء و نجى كارل بحياته بمعجزة. 


عام 1921 دخل كارل الى سجن بريدجبورت لمدة 6 أشهر بتهمة حيازة سلاح  ثم خرج منه مبحرا الى انجولا حيث عمل بموقع لشركة بترول تحت اسم  مزيف.. عام 1922 قام كارل باغتصاب طفلا فى الثانية عشر من عمره و عندما انتهى من جريمته ظل يضرب رأس الطفل بحجر كبير حتى مات و خلال اعترافاته لاحقا صرح بانزرام انه ظل يضحك يومها لانه شاهد اجزاء من دماغه تخرج من انفه و اذنيه بعد ان عذبه ثم فر هاربا الى لوبيتو كوست ... هناك خرج كارل فى رحلة صيد مع 6 من الرجال فى أفريقيا و قتلهم جميعا ثم اطعم جثثهم للتماسيح و فر هاربا مرة اخرى من الكونجو الى جزر الكنارى عائدا الى الولايات المتحدة..و ألحت على عقله المريض فكرة احتراف القتل فعمل به فترة حيث كان يجنى اموالا جيدة لكنه كان دائم التنقل لأن الشرطة وضعت صورته ضمن المشتبه فيهم الدائمين .. مرة اخرى فى الثامن عشر من يوليو 1922 تمكن كارل من طفل فى الثانية عشر من عمره يدعى جورج هنرى ماكموهان ..اغراه بـ 50 سنت ثم اختطفه و حشى فمه و حلقة بعدة اوراق من مجلة ملقاة و اغتصبه 6 مرات على مدار 3 ساعات ثم فتت دماغه على حجر و غطى جثته بأوراق الشجر و فر هاربا.. من جريمة لاخرى و من سجن لاخر حتى وصل الى لندن .. و فى 9 أغسطس 1923 هدد كارل احد اطفال الشوارع بنصل سكين على رقبته سحبه الى احد الغابات و اغتصبه مرارا ثم خلع حزام الطفل و خنقه به ثم اغتصبه ثانية و ايضا فر هاربا تاركا جثة الطفل بين الاحراش ..


و من الجرائم الى سرقة القوارب و بيعها حتى وصل الى مانهاتن و تم القبض عليه و نقل الى سجن واشينجتون بعد ان تعرف عليه اثنان من الشهود فى حادث الطفل ماكموهان  فحبس فى زنزانة منفردا و ظل رجال الشرطة يبرحونه ضربا حتى تكسرت معظم عظامه ثم اعيد الى زنزانته ..و ما ان استعاد صحته حتى قام باغتصاب احد السجناء فأعيدت الكرة من الضرب حتى فقد الوعى لكن هذه المرة قاموا باستصال احدى خصيتيه و القى فى الزنزانة بدون اى رعاية طبية ثم اعيدت الكرة مع اضافة اغراقه بخراطيم المياه ذات الضغط العالى الخاصة باطفاء الحريق حتى ازرق جسده من ضغط المياه و على اثر كل هذا التعذيب اعترف كارل بالعديد من الجرائم و لسبب ما لا يعرفه احد تعاطف مأمور السجن السيد هنرى ليسر فاعطاه مالا ليشترى المزيد من الطعام و السجائر و كان هذا التصرف جديدا من نوعه مع كاررل بانزرام فلم يشفق عليه احد  قط .. ذلك كان الدافع الوحيد ليفتح قلبه احيانا لمدير السجن السيد ليسر و من ثم بدأ فى الاعتراف بالاف الجرائم التى ظلت غامضة وبلا فاعل خلال الفترة من 1900 الى 1930 ..جرائم السرقة و الخطف و الاغتصاب و القتل حرفيا بتفاصيلها فى اعتراف وقع عليه كارل بانزرام يحوى 20.000 كلمة .. ردد كثيرا انه ملئ بالكراهية للجميع بما فيهم كارل بانزرام نفسه حتى انه لا يملك مساحة لاى مشاعر اخرى و ان ضميره لا يؤرقه بتاتا مهما فعل .. و ندمه الوحيد انه لم يولد ميت ..لم يقم كارل وقتها بالاعتراف فقط بل و استرسل فى نقد نظام السجون و القضاء معللا كونه مجرما بالاساليب الوحشية التى استعملها معه الجميع بدأ من والديه و اخوته و نهاية بالعسكر ..
 لا ندرى ما حدث لكارل بنزرام هذه المرة لكنه بحلول اوائل عام 1929 عرف كارل انه لا مهرب هذه المرة .. فى الرابع عشر من ابريل 1930 بدأت محاكمة كارل بانزرام التى تمت بدون محامى لانه رفض استدعاء اى محام .. استغرقت 45 دقيقة فقط لتجمع هيئة المحلفين  ان المتهم مذنب ويجب اعدامه شنقا ..كانت نهاية غريبة للمحاكمة لقد استقبل كارل حكم الاعدام سعيدا مبتسما و برغم الالفاظ السيئة التى توعد بها القاضى و رجال الشرطة.


الا انه قد ملأ القاعة بضحكاته ... فى الخامس من سبتمبر 1930 و تحديدا فى السعة 5:55 صباحا اقتيد كارل بانزرام من زنزانته الى المشنقة .. وكان يصيح سعيدا و متحديا ان بامكانه قتل 10 رجال فى الوقت الذى اضاعوه لتجهيز حبال المشنقة.
و اعلنت وفاته الساعة 6:18 صباحا و تم دفته فى قبر رقم 31614 ...لقد عشق القتل و ذاع صيت جرائمه المتعددة فى اروبا و سكوتلاند و الولايات المتحدة و امريكا الجنوبية .. لقد قضى 20 عاما من اجمالى 36 هى سنوات عمره فى السجن و اضحى فأر تجارب للأطباء النفسيين الذين علقوا على حالته انه نتيجة طبيعية لعذابات و تجارب السجون .. لم نستطع ان نسميه انسانا لكن ربما هذا الوحش فعلا هو نتاج ما صنعه الانسان بيديه .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق