اللوحة هي أكثر اللوحات حزنا في تاريخ الرسم ، وهي تصوّر بياتريتشا التي كانت طرفا في قضية مأساويه.
كان والدها الكونت فرانشيسكو احد نبلاء روما وقد عرف بعدوانيته ونالت عائلته القسط الأكبر من تسلّطه وبمن فيها زوجته الثانية واسمها لوكريتسيا والتي كانت تعرف الطبيعة المتوحّشة للرجل.
وكانت تشفق على الفتاة كثيراوتعاملها كابنتها بعد موت والدتها ،لكن هذا لم يؤدّ إلا إلى اشتداد غضب الزوج عليهما ومعاملتهما بقسوة اكبر.
وفي احد الأيّام قرر الكونت إبعاد زوجته وولديه وابنته إلى قلعة قديمة ومنعزلة كانت تملكها العائلة وبعد انتقال الأربعة إلى القلعة وضعت بياتريتشا في غرفة مظلمة .
وأثناء مكوث فرانشيسكو في القلعة قرّرت الزوجة والابن الأكبر التخلّص منه فقامت بربطه ثم ضربه بمطرقةحتى الموت ، وبعد ذلك ألقوا بجثّته من أعلى القلعة وقد قُبض على الأربعةبعد ذلك وحُكم عليهم جميعا بالاعدام .
ولم يستثن حكم الإعدام حتى بياتريتشا التي كانت مسجونة في غرفتها ولم تكن على علم بما حدث و كان البابا الذي اشتهر بصلفه وقسوته وجشعه قد أمر بإخضاع الأربعة قبل قتلهم إلى شتّى أنواع التعذيب وأوصى توصية خاصّة بمضاعفة تعذيب الصغيرة بياتريتشا لأنها أصرّت على براءتها ووصفت الحكم بالظالم وكان الناس يعرفون خلفيات الجريمة وقد أدّت احتجاجات الناس إلى تأجيل تنفيذ الحكم لعدّة أيّام لكن البابا رفض إظهار أيّ قدر من الرحمة تجاه الأربعة وقد تبرّع بعض المحامين المشهورين للدفاع عن بياتريتشا وعائلتها لكنّ البابا كان هو الخصم والحكم في الوقت نفسه.
ولم يسمح في البداية بأيّ دفاع،لكنه رضخ مُكْرهاً بعد تدخّل بعض العائلات النبيلة .وكان الرسّام غويدو ريني معاصرا لتلك الأحداث. وقد رأى بياتريتشا قبل يوم من إعدامها عندما ذهب إلى زنزانتها بصحبة محاميها، وعندما أبدى رغبته في رسمها تمنّعت في البداية غير أنها وافقت على طلبه في نهاية الأمر.
وفي صباح اليوم التالي كان على المحكومين أن يعبروا جسرا قديما تقع عند نهايتهالساحة المخصّصة للإعدام وكان يوما حزينا في حياة أهالي روما، عدا البابا ووكلاءه ، وبدأ الجلاد بقطع رأس لوكريتسيا،
ثم تحوّل إلى الأخ الأكبر فضرب رأسه بالفأس ثم قطّعت أطرافه كي تعرض على الناس، تنفيذاً لتعليمات البابا.
بياتريتشا التي كانت تنتظر دورها كانت ترتدي ملابس بيضاء وكان وجهها شاحبا ويقال إنها كانت تبدو مثل ملاك وكانت تتوجّه بنظراتها إلى السماء وهي تتمتم : "يا الله، انك تعلم أنني أموت بريئة" قبل أن يعاجلها الجلاد بضربة بالفأس ثم يلتقط رأسها ويلوّح به باتجاه الجماهير التي كانت تصرخ رعبا وهلعا.