تعرضت جزيرة قبرص مع ساعات صباح الأربعاء إلى زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر،تسبب في حُدوث موجة من الخوف والهلع في الأوساط القبرصية.
وبحسب السُلطات القبرصية فإن الزلزال لم يتسبب في وقوع أي أضرار واضحة أو إصابات،حيثُ ما زالت الجهات المعنية تتفقّد الأمر.
الشعور بالهزّة الأرضية وصل صداه لبعض مناطق لُبنان والساحل السوري،والأجزاء الجنوبية من تركيا.
الزلزال أوقظ المخاوف من حدوث موجات مد بحري "تسونامي" في البحر المتوسط
ورُغم أن الزلزال لم يتسبب في حُدوث أيّة أضرار إلا أنه أوقظ عند الخُبراء في أوروبا مخاوف من تكرار موجات المدّ البحري "تسونامي" على سواحل المُتوسط،وهي الكارثة التي أحدقت بمُدن المتوسط مرّاتٍ عديدة عبر التاريخ.
في عصرنا هذا،يرتبط ذكر كلمة "تسونامي" باليابان أو تشيلي،حيثُ أنها أكثر الدول تعرُضاً لهذا الخطر،كونها كثيرة الزلازل،وأيضاً بسبب وقوعها على أطراف مسطح مائي كبير هو المُحيط الهادئ،إلا أن هذه الكارثة تكررت أكثر من مرّة بسواحل لبنان وسوريا ومصر وليبيا وتونس والجزائر وإيطاليا واليونان وتركيا وإسبانيا المُطلة على المتوسط عبر التاريخ.
وقد طوّر فريق من الباحثين في أوروبا خريطة لخطر موجات المدّ البحري في حوض المتوسط،وذاك عبر استخدام أدلّة قديمة منقولة من كُتب وسجلات تاريخية.
نتائج هذه الخرائط مُقلقة،حيثُ تُظهر أن سواحل شمال أفريقيا بلاد الشام المُطلّة على المُتوسط من ضمن المناطق الأكثر عُرضةً لهذا الخطر.
أغلب موجات المدّ البحري "تسونامي" تحدث نتيجة وقوع الزلازل القويّة جدّاً تحت قاع البحر العميق،ولدى إجراء مسح على عُمق قاع البحر المتوسط،نجدّ أن هذه الميّزة موجودة في أغلب مناطق جنوب البحر المتوسط.
قصة التسونامي العظيم الذي أغرق سواحل سوريا و لبنان و مصر و ليبيا سنة 365 ميلادي:
ذاكرة التاريخ تعود بنا بالتحديد إلى تاريخ 21 يوليو/تموز من العام 365 للميلاد ، أو ما أطلق عليه حينها " يوم الرُعب"، حيثُ وقع يومها زلزالٌ عظيم بدأ وقت شروق الشمس، وتمركز قُرب جزيرة كريت، وقد قدر العُلماء اليوم قوة هذا الزلزال ما بين 8.3 و 8.5 على سلم ريختر.
وقد تسبب هذا الزلزال – وهو الأقوى في التاريخ في البحر المتوسط – في تدمير كامل مباني جزيرة كريت، وإحداث دمار واسع في وسط و جنوب اليونان، ومناطق شمال ليبيا وكُل من جزيرتي قبرص و صقلية التي تتبع لإيطاليا حالياً،في حين شعر بالهزة سُكان جنوب الدولة الرومانية حينها ،إضافة إلى مناطق شاسعة من بلاد الشام و مصر.
و لكن الكارثة يومها لم تنته بعد،وحدث ما لم يكُن في حسبان الناس حينها ،حيثُ انطلقت من مركز الزلزال موجات مد بحري هائلة ، تسببت في غرق مناطق ساحلية واسعة تحت مياه البحر المُتوسط،حيثُ طالت الأمواج الهائلة سواحل شرق المُتوسط فيما يعرف اليوم بلٌبنان و سوريا و فلسطين،إضافة إلى سواحل مصر الشمالية بما فيها مدينة الاسكندرية، و المدن الرومانية الكثيرة المنتشرة في ليبيا مثل صبراتة.
و تخيلوا هذا،تسببت أمواج المد البحري حينها في إلقاء السُفن إلى مسافة 3 كيلومترات داخل اليابسة ،ومقتل عشرات آلاف الأشخاص.