بعد ارتفاع عدد القتلى في المدينة التي تقع في الركن
الشمالي الغربي من جمهورية هندوراس بأمريكا اللاتينية، حيث وصل معدل جرائم القتل
عام 2011 إلى 169 قتيل من بين 100.000 مواطن بها، صنفت المدينة كواحدة من أكثر مدن
العالم عنفًا وخطرًا، وذلك بحسب دراسة علمية أجراها "مجلس الوطني للأمن العام
والعدالة الجنائية".
ونقلًا عن صحيفة الـ"غارديان" أشار موقع Businessinsider إلى أن
هذا المعدل في القتل جعل مدينة "سان بيدرو سولا" تتفوق في العنف على جارتيها
الشهيرتين "السلفادور" و"غواتيمالا"، وقد أدى هذا العنف الشديد بأحد المواطنين أن
يقول للصحيفة "أن الناس هنا يقتلون الآخرين، وكأنهم مجرد مجموعة من الدجاجات".
ومن
خلال الدراسة نكتشف أن المدينة تشهد العديد من الأعمال المنحرفة، وعلى رأسها تجارة
الأسلحة والمخدرات، التي تتسبب في نشوب حروب العصابات. ومن بين الأسباب المؤدية
لذلك هو إتاحة القانون لامتلاك المواطن الواحد لـ5 أسلحة نارية شخصية، وكذلك انتشار
الفساد والفقر، اللذان يساهمان في تفاقم الوضع، حيث تعد "هندوراس" ثاني أفقر دولة
في أمريكا اللاتينية، ويعيش أكثر من 65% من سكانها تحت خط الفقر. ذلك بالإضافة
لانتشار الخوف بين السكان، خاصة بعد أن سيطرت مجموعة من السجناء على 24 سجنا
بالمدينة، بعد أن فقدت الحكومة سيطرتها عليهم، وذلك بحسب تقرير صدر مؤخرًا عن "لجنة
حقوق الإنسان ".
وقد أدى فقدان سيطرة الحكومة على العنف في المدينة إلى ازدياد
أعداد القتلى في جرائم حروب العصابات، ففي عام 2008 أدى العدد الهائل في الجثث إلى
تخزينها في شاحنات تبريد قبل نقلهم إلى مدافن جماعية. وفي عام 2010 شهد أحد متاجر
الأحذية واحدة من أخطر حروب العصابات، حيث أسفر عن قتل 18 مواطنًا. وفي الأشهر
الأربعة الأولى من نفس العام، تم قتل 6 صحفيين في هندوراس، بما في ذلك "خوري
أوريانا" مقدم البرامج هناك، وذلك أثناء مغادرته لمحطته الإخبارية. كما لقي 6
مواطنين آخرين مصرعهم عام 2011 أثناء تبادل لإطلاق النار بين مجهولين في مطار
"رامون فيليدا موراليس"
الدولي.
أما عن المخدرات فقد تم الكشف عن أول معمل للـ"كوكايين" في أمريكا
الوسطى مقام في مدينة "سان بيدرو
سولا".