مازالت العديد من الغرائب والعجائب فى هذا الكون تثير عقولنا وفضولنا , فالتعرف على غرائب الكون وتفسير اسبابه متعة تستهوى الكثيرين من محبى الأثارة والمغامرة,فقد نجد مجموعة من البشر قد تتعمد زيارة احد الأماكن الغريبة التى تكون ضمن قائمة غرائب الطبيعة من اجل الحصول على المتعة وروح المغامرة والاثارة, فمهما كان ثمن الرحلة باهظا الا ان المتعة والمغامرة التى يحصل عليها هؤلاء الناس قد لا تقدر بثمن , وبرغم ان هذا الموقف قد يعتبره بعض الناس خروجا عن المألوف وتعرض للخطر يعتبره اخرون تحدي وتجربة مثيرة تستحق ان تكون ضمن قائمة غرائب البشر .
لذا تحدثنا فيما سبق عن غرائب البشر وكيف انهم اقاموا مطعما فوق فوهة بركان نشط كما علمنا سويا ان اغلى منزل فى العالم مبنى فوق فوهة بركان , فبرغم ان البشر لهم ميول ورغبات قد تبدو للبعض غريبة ومستحيلة الا انها تمثل اثارة وتشويق لفئة كبيرة من البشر, بركان تغطى فوهته بحيرة كبريتية ساحرة الألوان يهرع اليها السائحون للأستمتاع بمشاهده الكبريت السام وهو يتم تجميعه.
مجمع آيجن البركاني Ijen Volcano Complex هو واحد من مجموعة من البراكين الناشطة والتي تقع في شرق جزر جاوا في " إندونيسيا" الغريب فى هذا البركان اعزائي القراء هو ان فوهته مغطاه ببحيرة مائية رائعة تظهر باللون الأزرق الفيروزي, فرغم الجمال الآسر لهذه البحيرة الا أنها ليست بحيرة طبيعية فهي عبارة عن مستودع من حمض" الكبريتيك" الذي يملأ المكان برائحته القوية جدا والمنفرة اذا تبلغ درجة حامضية هذه البحرية نصف درجة و هي درجة عالية جدا من الحموضة.
كما ان هناك سبب اخر تجعل البركان ينضم الى قائمة غرائب وعجائب الطبيعة وهو ان هذا البركان على فوهته بحيرة كبريتية , فالسياح عاده تقصد جزيرة" جاوا الأندونيسية" لزيارة البركان ذو الفوهة المملوئه بالكبريت لعدة أسباب من أهمها إلتقاط الصور أو البحث عن المغامرة وأهمها مشاهده هذه الفوهة البركانية النشطة الممتلئة بالمياه وذات التنوع الألواني الرائع الذي يسببه ترسبات الكبريت.
على حافة البركة يوجد فتحة يتم استخراج الكبريت منها حيث تشكل نقطة تجمع لأنابيب خزفية تجمع الغازات المتصاعدة من البحيرة و بعد أن تتكثف الغازات يتجمع الكبريت المصهور بلونه الأحمر وبعد أن يبرد يتحول لونه الى الأصفر, فما اجمل الوان الكبريت.
على حسب الأرقام المنشورة كان هناك ما يقارب 200 عامل تعدين يعملون في إستخراج الكبريت ونقله من المنطقة، ويعملون على استخراج ما يقارب 14 طن من الكبريت يوميا و هذه الكمية تشكل فقط 20 % من رواسب البركان اليومية من الكبريت, يكسر العمال كميات وكتل الكبريت تمهيدا لجمعها في أكياس تحمل على الظهر أوسلال على الأكتاف لنقلها. يقوم العامل الواحد بحمل ما لا يقل عن 75 كجرام من الكبريت لمسافة تزيد عن ثلاثة كيلومترات على طريق وعرة و منحدرة لتوزين حمولته ثم الرجوع نفس المسافة , ويجد السياح متعة كبيرة فى زيارة البركان ذو الفوهة الكبريتية السامة .